الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

تداعيات انسحاب «الناتو» من أفغانستان

في أواخر شهر أبريل الماضي أعلنت الولايات المتحدة وحلف «الناتو» عن خطط لسحب جنودهما من أفغانستان يوم 11 سبتمبر 2021.

وهذا يعني أن الوجود العسكري للناتو هناك والذي دام 20 عاماً يقترب من نهايته، إذ انطلقت الحملة في ذلك الوقت تحت شعار الحرب ضد تنظيمي القاعدة وطالبان، وبناء على ما يقوله محللون غربيون، فإن تلك الحملة فشلت تماماً.

والآن، وبعد عقدين من الصراع وبناء على أدق التقديرات، فإن حركة طالبان تسيطر على أكثر من نصف مساحة البلد، وتواصل حربها المسلحة ضد الحكومة الأفغانية.. صحيح أن القدرة القتالية لتنظيم القاعدة تراجعت كثيراً، إلا أن الخلايا الإرهابية المنظمة لا تزال موجودة في 11 مقاطعة أفغانية وفقاً لما تقوله مصادر الأمم المتحدة، يضاف إلى ذلك أن أفغانستان أصبحت بؤرة لتهديد إرهابي عالمي يمثله تنظيم «داعش» الذي يبلغ عدد قواته 4 آلاف مقاتل في البلد ينفذون هجمات إرهابية متكررة في معظم المدن بما فيها العاصمة كابول.


وربما تكمن الحقائق الأكثر إحباطاً في محاولات مكافحة المخدرات في ظل وجود قوات الناتو، فلقد اتسعت مساحة الأراضي المزروعة بالخشخاش الذي يستخرج منه الأفيون بأكثر من 20 مرة لتبلغ 163 ألف هكتار عام 2019، وبهذا تستأثر أفغانستان بأكثر من 80% من السوق العالمية للأفيون، وتشير معلومات الأمم المتحدة إلى أن 24 من أصل 34 مقاطعة أفغانية تنتج المخدرات.


وعلى الرغم من ضخ الولايات المتحدة مليارات الدولارات لدعم الحرب ضد الإرهاب، إلا أن أفغانستان بقيت البلد الأكثر فقراً في آسيا، إذ تستأثر بأعلى مستويات الفساد في العالم، وتضرب البطالة أكثر من ثلث الأيدي العاملة القادرة على الإنتاج.

ويُقال إن مليارات الدولارات التي رصدتها الإدارات الأمريكية لتدريب قوات الأمن الأفغانية «اندثرت تحت الرمال»، ولم يعترف الأمريكيون بأن المشكلات المعقدة التي تعاني منها أفغانستان لا يمكن أن تُحلّ بالأساليب العسكرية إلا بعد عقد من إطلاق حملتهم الفاشلة ضد الإرهاب، وخلال هذه الفترة، قُتل وجُرح آلاف المدنيين في الحرب العشوائية التي شنتها قوات الناتو، وأرغمت تلك الحرب عشرات الآلاف الأخرى من الأفغان على النزوح والهجرة من بلدهم بحثاً عن حياة يسودها السلام حتى شكلوا أكبر مجموعة من طالبي حق اللجوء السياسي إلى أوروبا.

وتتفق آراء الكثير من المحللين السياسيين على أن انسحاب القوات الغربية من أفغانستان سوف يؤدي إلى تنشيط بؤر جديدة للعناصر الإرهابية المتطرفة.