الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

غموض المشهد في فرنسا

سنة تفصل الفرنسيين عن موعد الانتخابات الرئاسية، حيث من المُرتقب أن يحاول الرئيس إيمانويل ماكرون طلب الثقة لولاية ثانية، ولحد ذلك التاريخ الحاسم يتميز المشهد السياسي والحزبي الفرنسي بالغموض والضبابية.

وبقدر غياب أي تأكيد من أن الرئيس ماكرون لن يعيش تجربة الرئيس الاشتراكي السابق فرانسو هولاند، عندما أظهرت استطلاعات الرأي في آخر ولايته بأنه سيفشل في معركته مع زعيمة اليمين المتطرف، فأرغم وقتها على عدم الترشح، بقدر ما هناك علامات استفهام كبيرة حول تركيبة السباق الرئاسي.

على بعد سنة لا يعرف اليسار التقليدي هوية من سيحمل ألوانه في هذه المعركة.. كثيرة وكثيفة هي التناقضات التي تجتازه من الداخل بحكم تنوع التيارات التي تكونه، من يسار اشتراكي إلى بقايا حزب شيوعي إلى يسار متطرف مروراً بتيار أخضر يعتقد أنه الآن أكثر استقطاباً للناخبين.


أما اليمين التقليدي فيواجه تحديين قاتلين على المستوى السياسي، الأول: أن اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبين يحاول استقطاب قاعدته الانتخابية، بحكم أن البعض يراهن على القواسم المشتركة بينهما.


والتحدي الثاني: أن الرئيس إيمانويل ماكرون يحاول الاستيلاء على موارده البشرية، ونخبه السياسية، بحكم أن خطر المنافسة المدمر بالنسبة للرئيس ماكرون قد يأتيه من اصطفوا في اليمين التقليدي.

لقد بدأ فعلاً هذه الاستراتيجية عندما عين رئيسي حكومته إدوارد فليب وجان كاستيكس، ووزراء في الاقتصاد والداخلية من صفوف اليمين التقليدي، وبالتحديد من حزب «الجمهوريون» وخلافاً لعام ألفين وستة عشر يواجه ساكن قصر الإليزيه هذه المرة، خطر ما يعرف إعلامياً بتفتت الجبهة الجمهورية، المكونة من مختلف الأحزاب السياسة الفرنسية، التي لا تريد لفرنسا أن يستولى على سلطتها اليمين المتطرف لما تحمله هذه الخطوة من خطر على أمن ومستقبل البلاد.

وهناك عدة دراسات تؤشر إلى أن السياج التقليدي لمنع اليمين المتطرف من الوصول إلى السلطة، يبدو اليوم أقل قوة والتزاماً، وأن نية توجيه رسالة عقابية لإدارة الرئيس ماكرون، أهم بكثير لدى البعض سواء كانوا من اليسار أو اليمين من حرمان اليمين المتطرف من الولوج إلى قصر الإليزيه.

هذه المعطيات تعطي للحملة الانتخابية والسباق الرئاسي، عناصر تشويق غير مسبوقة تجعل من هذه الانتخابات مغامرة، وغير معروفة النتائج حتى آخر لحظة.