الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

زمن التسويات في الشرق الأوسط

أتحدث هنا باعتباري مراقباً من شرق آسيا تنتابه حالة من الارتباك والقلق، عندما يتمعّن في قضايا ومشكلات منطقة الشرق الأوسط، وتُعدّ الانقسامات السياسية والاجتماعية الخطيرة داخل كل دولة والعابرة للحدود الإقليمية، هي الظاهرة السائدة.

وهناك خطوط فصل عميقة ومعقدة تعزُّزها الانقسامات الاجتماعية، التي تقوم على أساس الانتماءات الطبقية أو القبليّة أو العرقية أو الإقليمية أو الطائفية. وبعض مظاهر وأسباب الانقسام لا تكاد تكون مرئية بالنسبة للغرباء بالرغم من أنها موجودة بالفعل، ولها أثرها الكبير على مسار الأحداث.

وتطغى على المنطقة ظاهرة تنافس وتسابق الدول الكبرى لفرض تأثيرها والاستفادة من سياسات منطقة الشرق الأوسط.


وأصبحت قوى إقليمية، تمتلك مناطق نفوذ سياسي خارج حدودها وتتنافس فيما بينها لتوسيع دوائر ومجالات تأثيرها.


ويُعرف عن السياسة في الشرق الأوسط إيقاعها السريع للدرجة التي تصعب معها متابعة مجرياتها من طرف المحللين والمراقبين العالميين، ويبدو أن عام 2021 هو عام التصالح والتقارب بين المتخاصمين.

وهناك تقارير تشير إلى حدوث مثل هذه المحاولات بين دول مجلس التعاون الخليجي من جهة، وبين إيران ودول الخليج العربية من جهة أخرى.

وتبذل تركيا قصارى جهدها لإعادة ترميم علاقاتها مع كل جيرانها كاليونان ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، وهي العلاقات التي شهدت حالة من التوتر نتيجة لسياسات التدخل التركية في الكثير من القضايا الحساسة في المنطقة خلال العقد الماضي.

ويحدونا الأمل بأن يكون 2021 هو عام معالجة كل تلك الانقسامات وحالات التنافس، وأيضاً عام التعافي من أزمة «كوفيد-19» الذي يحتاج إلى تعاون الجميع.

وفي هذا السياق ذاته، نحن نراقب المواجهات الدامية وتبادل إطلاق النار بين قطاع غزة والسلطة الإسرائيلية، وهي نذير سوء، لأنها ذات تأثير سلبي على خطة إعادة النظر في الانقسامات وضبطها.

ومما يثير الانتباه ما ظهر مؤخراً من مؤشرات داخل المجتمع الإسرائيلي ذاته، تعكس الصورة المطابقة للصراعات الطائفية الشائعة في منطقة الشرق الأوسط، وهذا يمثل صدعاً جديداً يأتي في غير وقته المناسب.