الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

كورونا.. ووجه العالم المتغير

أكثر من عام ونصف العام، والعالم لا يزال يتغير من جراء جائحة كورونا، إذ ضربت تداعياتها البشرية من دون سابق إنذار، في الوقت الذي كانت تضع فيه الكثير من الدول استراتيجياتها وخططها الخمسية منها والعشرية، وجاءت الطَّامة بالإعلان رسمياً عن الوباء بعد نشر فريق صيني أسترالي تركيبات التسلسل الوراثي للفيروس المكتشف حديثاً، والذي يتسبب بحالات ضيق التنفس والالتهاب الرئوي الحاد المؤدي إلى الوفاة.

نعم، كان ظهور الفيروس مفاجئاً، ولكن الأكثر صدمة هو سرعة انتشاره بين الناس وهذا بحد عينه هو تحدٍ كبير للكوادر الطبية على مستوى دول العالم كافة، لذلك تأثرت بعض الدول بشكل مباشر من جراء ذلك ولعلّ إيطاليا وإسبانيا مثّلتا أكبر دليل على ذلك حين اجتاح الوباء هاتين الدولتين بعنف.

لا شكّ بأن المشهد يتكرر اليوم مع الهند، لذلك تداعت الدول الصديقة لشعبه من أجل إنقاذه ومساندته ليتجاوز المحنة التي يخطئ البعض حين يعتقد أنها انتهت، لذلك لا بد من الحيطة والتعامل بدقة وحذر مع الوباء سواء بأخذ اللقاح، والذي لن يكون كافياً إلا بالمحافظة على الإرشادات الطبية المساعدة على التقليل من فتك الفيروس.


المتابع لمسيرة الفيروس غير الحميدة منذ ولادته حتى يومنا هذا، يلامس الكثير من التجارب الناجحة في مسألة مكافحته، والإمارات إحدى الدول الناجحة حين أسرعت بتطبيق الإجراءات الاحترازية وتأمين اللقاح فيما بعد لكلّ المقيمين على أرضها - مواطنين ووافدين - ولم تترك مجالاً وسبيلاً يساعد في الحد من الانتشار السريع للفيروس إلا واتبعته وهذا ما عاد عليها بالنفع العام حين وصلت إلى مرحلة تستطيع من خلالها العودة إلى الحياة شبه الطبيعية خطوة بخطوة.


بيئة الفيروس وتركيبته البيولوجية ومصدره وفي أي البلاد نشأ والطرق التي وصل بها إلى الإنسان، كلّ هذا كان لغزاً في البداية ولكنّه ما عاد الشغل الشاغل للناس بقدر البحث عن المزيد من اللقاحات الفعالة وهذا ما وصل إليه خبراء الفيروسات حين ابتكروا عقاقير طبية يمكنها معالجة من أصيب بهذا الفيروس المميت.

نعم البشرية خضعت لاختبار كبير خلال الـ20 شهراً الفائتة، وواقع الأمر يشي بأن الأزمة لن تنتهي قريباً إلا بالمحافظة على الإرشادات الاحترازية وإيصال اللقاح لدول العالم كافة، وخاصة الدول الأفريقية، عندها يمكن العودة إلى الحياة الطبيعية والقول بأنّ كورونا بات من الماضي.