الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

العلم ينتصر

جاوزت أعداد ضحايا كورونا في الولايات المتحدة 600 ألف، وفي البرازيل يقترب الرقم من 450 ألفاً، وفي الهند يزحف نحو 250 ألفاً، وهي أرقام مرتفعة، ومع ذلك هناك ما يدعو للتفاؤل.

في يناير الماضي تجاوز رقم الوفيات في الولايات المتحدة أربعة آلاف في اليوم الواحد، والآن انخفض المعدل إلى حوالي 800 في اليوم الواحد وربما أقل، والسبب أن الرئيس الأمريكي جو بايدن شدد في فرض الإجراءات الاحترازية وتوسع في التطعيمات، ورغم كل المخاوف من التطعيمات فإن الواقع يؤكد أنها وقاية جيدة، صحيح أن هناك بعض الأعراض الجانبية لنوع معين من التطعيم، لكن العلماء يبحثون تجنب تلك الأعراض.

المعنى الأهم في تلك القضية أن الوباء تتم مواجهته بالبحث العلمي وبما تعلمناه قديماً «الوقاية خير من العلاج».


حين غزا الفيروس العالم، انطلق المنظّرون التقليديون من أنه انتقام إلهي من المارقين، وقال آخرون: «إنه مؤامرة كونية جرى تدبيرها في مختبرات علمية»، ولم تصمد تلك الأقاويل، وكان لافتاً أن الذين رفعوا شعار الغضب والانتقام الإلهي من الخارجين على دعوات السماء، أصيبوا هم بالفيروس اللعين.


القول باللعنة الإلهية أو المؤامرة كان تعبيراً عن حالة نفسية وموقف شعوري غاضب وناقم تجاه الآخرين وربما حاقد عليهم أو خائف منهم، وليس موقفاً عقلانياً مؤسساً على وقائع محددة، لكن في المقابل كان هناك علماء عكفوا في جد وفي صمت في عديد من دول العالم لمحاولة التوصل إلى مصل يواجه به الإنسان ذلك الفيروس وتم توفير الاعتمادات المالية لهم، ونجحوا في روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا.

دعنا الآن من التساؤلات حول من سبق من؟ ودعنا كذلك من تسييس الاكتشافات العلمية مثل إعلان الشركة المنتجة للمصل في الولايات المتحدة عن الاكتشاف بعد ساعات من إغلاق صناديق الانتخابات الرئاسية في الرابع من نوفمبر الماضي، فالمهم صار بين أيدينا العديد من التطعيمات، وليست مشكلة العلماء أن بعض الشركات والحكومات تحاول احتكارها، فهذه أزمة في طريقها إلى الحل، ولن يسمح الضمير الإنساني بأن تطول أكثر من هذا.

تاريخياً وفيات كورونا أقل كثيراً، إذا قارناهم بضحايا الأوبئة السابقة مثل الإنفلونزا الألبانية، والفضل في حالتنا يعود إلى سرعة الاتصالات التي نبهت دول العالم مبكراً إلى خطورة الأمر وسرعة العلماء في التوصل إلى التطعيم.

مرة أخرى، إرادة الحياة تنتصر على الوباء ويواجه الإنسان مشكلاته وأزماته بالبحث العلمي وليس بالمشاعر والتصورات السلبية أو الشريرة تجاه الآخرين.