الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الصين.. والقضية الفلسطينية

أكثر من أسبوع والوضع متأزم في فلسطين جراء التصعيد الإسرائيلي والفلسطيني دون وجود تحرك دولي فعال لتسويه الأمر والوصول لتهدئة، ورغم أن الاحتواء السياسي الذي كان من المفترض أن يأتي من الشريك الأهم لإسرائيل هناك في واشنطن لم يأتِ، ولم نجد تحركات جادة من الولايات المتحدة الأمريكية بل عملت على تعطيل قرارات للأمم المتحدة، الأمر الذي أخرج بكين عن صمتها وإعرابها عن أسفها تجاه هذه الممارسات العنصرية التي تمارس لصالح طرف على حساب آخر.

الصين تاريخها ثابت تجاه القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، فـ«بكين» ترى أن حل الدولتين فيه منفعة للطرفين، وبأنه الحل الوحيد لضمان استقرار المنطقة خصوصاً أن هذه القضية مستمرة منذ أكثر من 70 عاماً دون وجود مساعٍ حثيثة لحلها، ولهذا دعت الصين القادة في فلسطين والقادة من الإسرائيليين للدخول في مفاوضات وحوارات في بكين، وهذا ما صرح به وزير الخارجية الصيني «وانغ يي» في مارس الماضي في مقابلته مع قناة العربية، أي قبل بداية الأزمة الحالية الأمر الذي يؤكد حرص الصين على الدخول على الخط لإنهاء هذا الصراع الدامي.

خلال كلمة وزير الخارجية الصيني في مجلس الأمن في اجتماعه الطارئ لبحث الأوضاع الحالية للقضية الفلسطينية قال: «إن السبب الجذري لتدهور الوضع هو عدم وجود حل عادل للقضية الفلسطينية منذ فترة طويلة»، وإن الطريقة النهائية لحل القضية الفلسطينية تكمن في تنفيذ حل الدولتين، وبكين ملتزمة بموقفها تجاه حقوق الفلسطينيين وترى أن هناك تحيزاً واضحاً من قبل الولايات المتحدة، وقد قالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية «هوا تشون يِنغ» قبل أيام «إن الولايات المتحدة تزعم أنها تهتم بحقوق الإنسان للمسلمين، بينما لا تعير اهتماماً بمعاناة الشعب الفلسطيني»، وتقصد بهذا الازدواجيةَ الأمريكية تجاه القضايا العالمية والتي تعيق الوصول لحل شامل وعادل.


الصين بكل تأكيد ستواصل الالتزام والدعم الثابت لحل الدولتين، وتعزيز استعادة السلام والاستقرار في المنطقة في أسرع وقت ممكن، فبكين أرادت منذ فترة طويلة دعم هذه القضية لما لها من ارتدادات سياسية وشعبية مؤثرة عالمياً، والحل يكمن في النية الصادقة لإنهاء هذا الصراع الذي جعل سكان فلسطين وقطاع غزة يعيشون الرعب والدمار عاماً بعد عام، وحل الدولتين هو السبيل الوحيد لحل هذه القضية.. هكذا تراه بكين، وهذا ما ستمضي لتحقيقه.