الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

القضية.. ليست معقَّدة

تصاعد أعمال العنف في فلسطين كان ولا يزال موضوع الشبكات الاجتماعية أو على الأقل ما أراه هذه الأيام، نقدٌ لوسائل الإعلام واللغة التي تستخدمها بعض الجهات لوصف ما يحدث، فمثلاً صحيفة النيويورك تايمز تستعمل كلمة «قتل» للحديث عن الضحايا الإسرائيليين، وأشارت بوضوح للقاتل، بينما وصفت مقتل فلسطينيين بكلمة «مات» وكأن الإنسان الفلسطيني يموت هكذا بدون سبب وبدون أن يكون هناك قاتل واضح.

قرأت وسمعت من يردد أن القضية معقدة وصعبة الفهم، لأن الأحداث متتالية ولا يعرفون أي طرف هو المسؤول عمّا يحدث، لكن مما أراه ليس هناك أي صعوبة في الأمر، حتى الجاهل بتاريخ القضية يمكنه أن يرى الوضع اليوم ويفهم أن هناك طرفاً مزوداً بأحدث التقنيات والأسلحة ويعتمد على دعم أمريكي لا يتوقف منذ عقود، والطرف الآخر لا جيش له ولا تقنيات دفاعية حديثة ويعيش جزء كبير من سكانه في سجن كبير مفتوح، ويعانون في حياتهم اليومية بسبب تجبُّر وظلم الطرف الآخر.

يمكن كذلك للفرد أن ينظر في عدد الضحايا بين الطرفين، ويرى أن طرفاً يزيد عدد الضحايا فيه بنسبة كبيرة وهو الطرف الأضعف، بعد ذلك لا يمكن للفرد أن يقف مع الظالم لأن المظلوم تجرأ على رفع يده، وكلنا يفهم أن أي ظلم مستمر بدون حل عادل سيؤدي إلى أن يسعى المظلوم لأخذ حقه ولو بالقوة، والقضية الفلسطينية لم تجد حلاً عادلاً منذ سبعة عقود.


الوضع الحالي سيستمر ما لم تتغير المعادلة، وما يحدث اليوم سيتكرر مرة أخرى، لأن المظلوم لم يجد حلاً عادلاً والظالم لم يجد مَن يردعه.