الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

قنبلة ديموغرافية فرنسية.. حلها الهجرة

في الوقت الذي كثرت فيه الانتقادات الحادة لظاهرة الهجرة في فرنسا على اعتبار أنها تتسبب في مشكلات اجتماعية، وتحتضن التطرف والإرهاب، ظهر على السطح صوت سياسي نافذ يغرد خارج السرب، ويؤكد أن الهجرة هي الحل لمحاربة العجز الديموغرافي الفرنسي.

هذا الصوت هو لأحد أبرز الزعماء الفرنسيين «فرانسوا بايرو»، الذي يحتلُّ حالياً منصب المفوض السامي لمديرية التخطيط، وهي مؤسسة حكومية مهمتها البحث عن حلول سياسية واقتصادية ومجتمعية لفرنسا خلال العقود المقبلة.

لكن لمن لا يعرف فرانسوا بايرو، نقول: هو رجل سياسي يقود حزباً وسطيّاً لا يتمتع بقاعدة شعبية كبيرة، لكن بفضل النواب الذين حصل عليهم في الانتخابات التشريعية الماضية، فإنه ساعد الرئيس إيمانويل ماكرون على الحصول على أغلبية مطلقة في البرلمان تساعده على التصويت المريح على أغلب المشاريع، التي يطرحها، ويحميه من مذكرات حجب الثقة التي تطرحها المعارضة ضد الحكومة.


واعترافاً بدوره الحيوي، عيَّنه إيمانويل ماكرون على رأس المفوضية العليا للتخطيط، المكلفة بوضع خطط مستقبلية للنهوض بالاقتصاد والمجتمع الفرنسي في العقود المقبلة، كما سبق أن ذكرت.


في دراسة لهذه الهيئة الاستشارية التي نصبها إيمانويل ماكرون لتقديم النصيحة والدراسات الاستشرافية، أكد فراسوا بايرو أن فرنسا تواجه مؤشرات قنبلة اجتماعية قد تطيح بنموذجها بسبب انخفاض نسبة الولادات، وحذر بايرو من أنه «إن أرادت فرنسا تفادي الانهيار، فعليها أن تتخذ عدة إجراءات عاجلة من بينها استقبال المزيد من المهاجرين على ترابها».

انخفاض نسبة الولادة لدى الفرنسيين اعتبرته دراسة فرانسوا بايرو خطراً قاتلاً على النظام الاجتماعي الفرنسي، خصوصاً حول إشكالية التقاعد التي ـ وفي إطار تضامن الأجيال ـ تقع على عاتق عدد من الشباب الذين يَلِجُون إلى سوق العمل.

وهذا الخطاب يتناقض تماماً مع السياسات المعلنة من طرف الحكومات المتعاقبة، والتي تنافست خلال عقود حول أحسن طريقة لإغلاق أبوابها وتعقيد عمليات لجوء المهاجرين إليها، انطلاقاً من قناعات مفادها أن المهاجرين أصبحوا يشكلون خطراً على توازنات المجتمع الفرنسي بسبب الأزمة الاقتصادية.

مواقف فرانسوا بايرو حول ضرورة استقبال المهاجرين، والتي تسبح ضد التيار، ستلقي حتماً بظلالها على الحملة الانتخابية التي تعيشها فرنسا حالياً، والتي يعتبر فيها بعض قوى اليمين واليمين المتطرف، المهاجر والأجنبي خطراً حيويّاً على الواقع الفرنسي، في وقت تقول فيه مؤسسة حكومية إنه قد يتحول إلى طوق النجاة للنموذج الاجتماعي الفرنسي.