الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

أرأيتم من دفع الثمن؟!

«ستنتهي الحرب ويتصافح القادة، وتبقى تلك العجوز تنتظر ولدها الشهيد، وتلك الفتاة تنتظر زوجها الحبيب، وأولئك الأطفال ينتظرون والدهم البطل.. لا أعلم من باع الوطن، ولكنني رأيتُ من دفع الثمن» هكذا قال محمود درويش، وكأنه يعيش بيننا، أو كأن ما يحدث يتكرر منذ زمن بعيد، ونحن لا نراه أو لا نريد أن نراه.

لا يمكن لعاقل أو مؤمن بالحق الفلسطيني أن يجادل في كل المقاومة، ولكن مع إعمال حسابات العقل والمنطق والمكسب والخسارة، فإن النتائج حتى الآن يمكن أن تكون دالة.

أعلم أن ما أقوله سوف يصطدم بالمشاعر الغاضبة، وبإحساس الارتياح الذي أظنه مخدراً لوصول بعض صواريخ حماس إلى تل أبيب، ولكن هناك حاجة دائمة لإعمال العقل وإضاءة ما يمكن من زوايا لا نرغب في رؤيتها أحياناً، وأيضاً هناك أسئلة الإجابة عليها مهمة ودالة، وأبسط هذه الأسئلة وأكثرها كشفاً هو: من المستفيد؟ التحليل السريع للأمور يقول: إن المستفيد الأكبر هو إسرائيل ورئيس وزرائها، الذي جاء الحدث ليحل أزمته السياسية، وتراجعت موجة الإدانة العالمية لإسرائيل ليحل محلها «تفهم» لحقِّها في الدفاع عن نفسها من صواريخ غزَّة.


وتراجع الاهتمام بالقدس وما يحدث فيها، وحققت إيران أيضاً مكسباً، وهي في موقع تحسين شروط الاتفاق النووي، وهي تطمح أن تساعدها «حماس» في ذلك.


غزة محتلة وإسرائيل هي سلطة الاحتلال وتمارس على الشعب الفلسطيني كل أنواع القهر والذل، لكن أيضاً لا يمكن تجاوز أن الشعب مختطف من قبل جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها حماس التي اختطفت القطاع الذي هو جزء من الدولة الفلسطينية، ووضعت الشعب الفلسطيني في غزة رهينة لمشاريعها وتحالفاتها التي تتمحور حول إيران، فغزة حالياً بيد إسرائيل ولمصلحة إيران، وليست لمصلحة الشعب الفلسطيني.

والسؤال: هل الدم الفلسطيني الذي يسال حالياً هو فداء للقضية والقدس والأرض، أم هو فداء لإيران ومشاريعها في الإقليم؟ وما هو المقابل الذي ستحصل عليه حماس والجهاد الإسلامي من إيران؟ الجولة التي توقفت من التصعيد هي بكل تأكيد طوق نجاة لليمين الإسرائيلي، الذي كان يترنح وعلى وشك السقوط، وإضافة لرصيد إيران في إدارة مصالحها مع العالم.