الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الحرب على غزة.. النتائج والتداعيات

سجل يوم 21 مايو نهاية 11 يوماً من القتال الضاري بين الإسرائيليين والفلسطينيين، أدى إلى حدوث دمار واسع في قطاع غزة، وأعاد قرار وقف إطلاق النار الحياة الطبيعية في إسرائيل، وقتل في المواجهة 230 فلسطينياً على الأقل، من بينهم 65 طفلاً و39 امرأة، وجرح 1710 وفقاً لبيانات صادرة عن وزارة الصحة في غزة، وقُتل 11 شخصاً في إسرائيل من بينهم طفل عمره 5 سنوات.

وأدت الأعمال العدائية إلى تدمير البنية التحتية في غزة بالرغم من الحالة السيئة التي كانت تعاني منها بسبب حصار دام 14 عاماً انقطعت خلالها الإمدادات الطبية والمياه والوقود والكهرباء وتضررت 50 مدرسة، و18 مستشفى وعيادة طبية.

وتُعتبر جولة المجابهة هذه الأكثر عنفاً خلال السنوات الثماني الماضية، وفي 19 مايو أسقطت الولايات المتحدة ثلاثة مشاريع قرارات لمجلس الأمن تطالب بوقف إطلاق النار، وأعلنت واشنطن عزمها الامتناع عن دعم مشروع قرار اقترحته فرنسا، لأنها ترى أن من شأنه تقويض الجهود التي تهدف إلى وقف تصعيد الأزمة.


ولقد أثار هذا الموقف المتستّر على عدوان إسرائيل استياء العديد من قادة الحزب الديمقراطي الذين لم يترددوا في توجيه الانتقادات لموقف البيت الأبيض.


وفي هذه الظروف العصيبة، أعلنت واشنطن عن دعمها للجهود المصرية لوقف إطلاق النار، ووجد الرئيس بايدن نفسه مجبراً على تغيير صيغة الخطاب المتعلق بتصرفات حكومة نتنياهو، وقال: «من حق الإسرائيليين والفلسطينيين أن يعيشوا حياة آمنة وأن ينعموا بالحرية والازدهار والديمقراطية»، وهذه الصيغة الكلامية تُسمع لأول مرة في الخطاب السياسي لأي إدارة أمريكية.

وخلال أيام الأزمة، أجرت موسكو اتصالات مكثفة مع أطراف النزاع وبعض الدول الأخرى، خاصة الاتحاد الأوروبي والصين التي تترأس الدورة الحالية لمجلس الأمن، وعبرت عن قلقها من الإجراءات التي تؤدي إلى إراقة المزيد من الدماء.

وخلال اجتماع خاص للجمعية العامة للأمم المتحدة عُقد في 20 مايو، اقترح ممثل روسيا اتخاذ إجراءات عاجلة لعقد اجتماع وزاري للوسطاء في الشرق الأوسط لتهدئة الوضع وخلق جوّ من الثقة.

ومن أبرز المواقف التي ظهرت خلال الأزمة أن العديد من دول العالم أيدت الوقف المبكر لإطلاق النار، فيما أعلنت جميع الدول العربية والإسلامية تضامنها مع الشعب الفلسطيني، وكان من الواضح أن هذا الصراع غيّر بشكل واضح توازن القوى في الشَّرق الأوسط، وسوف يكون نقطة انطلاق لجهود دولية لحل الأزمة المستعصية بين العرب وإسرائيل.