الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

فلسطين - إسرائيل.. وبايدن

حققت حركة حماس انتصاراً، بثمن قدر بأكثر من 240 قتيلاً، بينهم عدد كبير من الأطفال، ومئات البيوت وتشرد 85 ألف مواطن.

وحقق بنيامين نتنياهو انتصاراً هو الآخر، إذ ضمن استمراراً في رئاسة الحكومة وأبعد شبح المحاكمة الفورية في قضايا فساد عن نفسه، انتصر نتنياهو رغم آلاف الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل، ورغم شبح العنف الأهلي بين العرب واليهود داخل المدن المختلطة.

لكن انتصارهما معاً كان على الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي تعامل بتأفف مع المنطقة منذ أن تولى مهام منصبه في العشرين من يناير الماضي، كان واضحاً منذ اللحظة الأولى أن جل اهتمامه بالشرق الأقصى وتحديداً التنافس مع الصين، وبنفس درجة العداء مع روسيا، أما المنطقة العربية فلم تعد في سلم أولوياته، وإسرائيل ليست «نمبر وان» عنده.


حسم الأمر منذ البداية، فتراجع عما اتخذه سلفه دونالد ترامب بخصوص القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، وبالنسبة للفلسطينيين سوف يعيد أموال دعم الأونروا، واختزلت إدارته المنطقة في ضرورة استعادة إيران إلى منطقة الاتفاق النووي مع التعجيل برفع العقوبات عن الجمهورية الإسلامية لاجتذابها سريعاً نحو الاتفاق، الأمر الذي أقلق إسرائيل وربما أقلق حلفاء طهران في المنطقة، انخراط إيران في اتفاق مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، يعني انخراطها في التهدئة وربما دخول دائرة السلام، فضلاً عن تراجع دور تلك الأذرع عندها.


وسط هذا كله جاء التصعيد من جانب إسرائيل في حي الشيخ جراح بالقدس، مع تعمد استفزاز الجميع في المنطقة العربية وليس في داخل القدس وفلسطين، حتى إن دولاً منخرطة في السلام مثل الأردن ومصر والإمارات العربية أبدت انزعاجها الشديد مما يجري في الشيخ جراح، فهل بدا أن إسرائيل تختبر بايدن حول ماذا يمكن أن يفعل؟

بالتأكيد كانت الحكومة الإسرائيلية تدفع حركة حماس للتحرك العنيف واستجابت على الفور، وجهت إنذاراً لحكومة نتنياهو بأن تكف ولم تحرك الأخيرة ساكناً، كان يمكن أن تستدعي تحركاً دولياً، ضد ذلك التهديد أو الإنذار، لكنها كانت تريد لحماس أن تبدأ بإطلاق الصواريخ عليها، فهي تعرف جيداً ما لدى حماس وقوة صواريخها ومداها، وهكذا اشتعل الموقف وتحرك جو بايدن، أزاح كل الملفات جانباً وراح يلتفت إلى المنطقة مجدداً، وتقدمت لديه مخاوف إسرائيل وحقها في أن تدافع عن نفسها، وأخذت الإدارة الأمريكية تنظر إلى حماس بعين الاهتمام كطرف فاعل، وليست مجرد تنظيم «إرهابي».

وسيلتقي وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، مختلف الأطراف، فهل وقع ذلك مصادفة وبتدافع الأحداث أم بترتيب مسبق، كما تشير بعض الشواهد؟.. هذا ما سيتكشف في مقبل الأيام.