الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الموقع المحوري لليابان في آسيا

اليابان مُنشغلة هذه الأيام بالترحيب بزوّارها والاشتراك في التدريبات البحرية مع القوى العظمى، وخلال شهر مايو، نفذت قوات الدفاع الذاتي اليابانية، والقوات المسلحة الفرنسية وقوات الدفاع الأسترالية والجيش الأمريكي سلسلة المناورات متعددة الأطراف ARC-21 في جنوب غرب اليابان وبحر الصين الشرقي.

وشاركت كتائب متخصصة بتنفيذ المهمات البرمائية تابعة للقوات البحرية الفرنسية في تدريبات مع البحرية الأمريكية وقوات بحرية يابانية في بحر الصين الشرقي وبحر الفلبين، الهدف منها هو تدعيم مستوى التشغيل التكتيكي المشترك.

واستضافت قوات الدفاع البرية اليابانية مناورات للتدريب على الحرب الحضرية بمشاركة فرنسية وأمريكية نُفذت خلالها عمليات برمائية، تهدف لرفع مستوى الجهوزية للدفاع عن جزيرة نائية يُفترض أن تكون قد تعرضت لغزو من دولة عدوة.


وتجري الولايات المتحدة واليابان تدريبات منتظمة، ولكن، هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها الفرنسيون، وهو ما يؤكد على الوحدة التي تجمع حلفاء الولايات المتحدة.


وفي 22 مايو، بدأت حاملة الطائرات البريطانية الجديدة «كوين إليزابيث» رحلتها العمليَّاتية الأولى، واتجهت نحو آسيا، وسلكت أثناء رحلتها ممرات بحرية مجاورة لنقاط التوتر في الشرق الأوسط والمحيط الهندي بعد توقف قصير في جبل طارق.

وشاركت لفترة قصيرة في مهمة هجومية ضد تنظيم داعش في شرق البحر الأبيض المتوسط، لتعبر بعد ذلك قناة السويس والبحر الأحمر ومضيق باب المندب، وتتوقف لفترة قصيرة في ميناء «الدقم» العماني ذي الأهمية المتزايدة كموقع استراتيجي لرسو السفن البحرية التابعة للقوى العظمى.

وأجرت بعض القطع البحرية الملحقة بالحاملة «كوين إليزابيث» مناورات مشتركة مع القوات البحرية الهندية ثم رَسَت في سنغافورة، وشاركت بعد ذلك في تمارين خاصة للتدريب على مراقبة حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي، بالإضافة لإجراء تمرين ميداني مع قوات أسترالية ونيوزلندية وسنغافورية تحت عنوان Barsa Lima 21.

وسوف تختتم القطع البحرية البريطانية جولتها بزيارة إلى اليابان في شهر سبتمبر المقبل، وكل الاهتمام يتركز الآن على أمن تايوان والجزر النائية المنتشرة في بحري الصين الشرقي والجنوبي، ويهدف هذا التجمع المشترك للقوى البحرية لتحذير الصين من إمكان إنشاء تحالف أوسع وأكثر قوة.

ومع مرور الوقت، من المتوقع أن يميل ميزان القوى العالمي نحو الصين، بعد أن تتمكن من تجاوز قوة الولايات المتحدة في منطقة آسيا - الهادئ البحرية، ولكن، لو اتّحدت القوى الحليفة للولايات المتحدة وواجهت الصين، فسوف تتوازن الكفتان، وتعتبر اليابان الدولة المحورية لتحقيق هذا الهدف.