السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

يوم أفريقيا المسكينة

أحيت القارة الأفريقية يوم 25 مايو «يوم أفريقيا» الذي يصادف يوم تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية عام 1963، وقد تبادل فيه الزعماء الأفارقة التهاني، وتلقت منظمة الاتحاد الأفريقي التهاني من قبل زعماء العالم، ومن خلف الخطابات البروتوكولية، تبقى القارة الأفريقية هي المسكينة ضمن قارات العالم، من حيث التنمية والاستقرار والرفاه والسيادة.

وبرغم تحقيق الدول الأفريقية استقلالاتها الوطنية مطلع الستينيات، لا تزال في معظمها، لم تحقق سيادتها الكاملة على أراضيها وثرواتها، كما لا تزال الحركة الاستعمارية تعبث اقتصادياً وسياسياً واقتصادياً بشعوب القارة، ولحد الآن تصف دول القارة حسب الدول المستعمرة.

وفي الوقت الذي بدأ الإرهاب ينحسر من معظم الدول خاصة من القارة الآسيوية، أصبحت أفريقيا مرتعاً وملاذاً ومسرحاً للجماعات الإرهابية، التي تنتشر من القرن الأفريقي في الصومال وكينيا إلى غاية بحيرة تشاد التي تضم الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا، وتصل إلى غرب ووسط أفريقيا في مالي وبوركينافاسو وغينيا والكونغو الديمقراطية وأوغندا، وفي شمال أفريقيا في ليبيا والجزائر وتونس.

وتبخر حلم القادة الأفارقة في تحقيق الرؤية الاستراتيجية 2063 وجَعْل القارة السمراء خالية من النزاعات المسلحة بحلول 2020، فقرروا تمديد الفترة إلى غاية 2030 خلال القمة الاستثنائية التي جرت في 14 شهر ديسمبر 2020 بجنوب أفريقيا.

والقارة الأفريقية هي الوحيدة التي ما تزال متمسكة بالانقلابات العسكرية، حتى إنها أصبحت «مضحكة» للعالم، فعندما تمت محاولة الانقلاب على أردوغان، خرج أنصاره لوسائل الإعلام ليقولوا: «إن تركيا ليست أفريقيا».

وفي الوقت الذي كانت فيه الجزائر تترأس اجتماع مجلس السلم والأمن للاتحاد الأفريقي لدراسة تطبيق اتفاق السلم والمصالحة في مالي يوم 24 مايو، قامت عناصر من الجيش المالي بـ«شبه انقلاب عسكري» حيث تم اقتياد رئيس السلطة والوزير الأول لثكنة ومحاصرتهما، وفي الوقت الذي كانت أفريقيا تحيي يوم أفريقيا، كان العسكريون الماليون يرسمون الانقلاب.

وفي الوقت الذي تجري فيه عمليات التلقيح ضد كورونا، تبقى القارة الأفريقية الأكثر حرماناً من اللقاح، ما جعل وزير خارجية الجزائر يعلق قائلاً: «قومية اللقاح»، مشيراً إلى تهميش القارة التي تفتقر لإمكانات شرائه، ما يعرض الأمن الصحي الهش أصلاً لأفريقيا للخطر.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإنه من بين 1.5 مليار جرعة عبر العالم، وزعت 84% منها على الدول الميسورة، ولم تتحصل القارة السمراء سوى على 2%.. إنها القارة المسكينة رغم الثروات.. المستغلة من الآخرين.