السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الإعمار.. السلام والهدنة الهشّة

حالة من الزخم السياسي والإنساني تعيشها المنطقة بخصوص القضية الفلسطينية بعد 11 يوماً من القتال الضاري خاصة في غزة.

الآن، هناك جانب كبير من الجهد حول إعادة إعمار المدينة، بدأه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حين أعلن قبل انتهاء الحرب بأيام عن تخصيص نصف مليار دولار لإعادة الإعمار، ورغم الحماس الشديد الذي بدا في هذا الجانب من أطراف عديدة داخل المنطقة وخارجها، تكشّفت في الأيام الأخيرة لدى بعض المحللين وكذلك المواطنين، تساؤلات تعبر عن بعض التوجس، مثل ما مصير الإعمار، إذا كنا بصدد حرب أخرى تتجدد كل خمس أو سبع سنوات على الأكثر، يترتب عليها هدم وتخريب كل ما يكون قد بُني وأقيم؟

الحرب الأخيرة استهدفت أساساً المدنيين على الجانبين، قصف الطائرات والصواريخ يستهدف المدنيين غالباً، نذر الحرب القادمة يمكن أن نلمحها بين التصريحات التي تصدر عن بعض القيادات في غزة والبعض في تل أبيب، تهديدات واضحة يتعلق معظمها بالمدنيين، نشوة النصر، وإن شئنا الدقة، الإحساس بالنصر يدفع البعض لإطلاق كلمات تجعل الرغبة في إعادة الإعمار محاطة بالشكوك والمخاوف، من هنا يرتبط جهد إعادة الإعمار بضرورة تحقيق سلام دائم، وفي نظر كثيرين لن يكون هناك سلام دون حل الدولتين، ما يعني عملياً إقامة دولة فلسطينية مستقلة، على حدود الرابع من حزيران، إلى جوار إسرائيل.


المشكلة أن مسؤول المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، يتحدث فقط عن هدنة ممتدة وليس سلاماً، فعادة تكون الهدنة هشة ويمكن لأي مغامر كسرها بسهولة، رغم أن حلم السلام قد يبدو قريباً، لكنه على الأرض يبدو بعيداً، فعدم إجراء انتخابات فلسطينية، يعني بقاء الحال على ما هي عليه، أي لا إفراز لقيادات جديدة ولا تجديد للثقة في القيادات الحالية.


قادة حماس يتعاملون وكأنه لا وجود للسلطة الوطنية، المعترف بها عربياً ودولياً، وأخشى القول إن نتائج الحرب الأخيرة بكل تداعياتها قد تزيد الاستقطاب والتباعد بين السلطة الوطنية وحماس.

وفي إسرائيل، ضعف سياسي وعدم استقرار على حكومة قوية ذات أغلبية مريحة تمكنها من اختيار السلام وإقامته فعلاً، فضلاً عن ارتفاع الاتجاه اليميني الذي يحمل شعار الموت للعرب، فعادة القيادات التي تستمد شرعيتها السياسية من القتال والانتصار في المعارك، أو وهم الانتصار، يصعب عليها بناء السلام وتقديم تنازلات حقيقية، وفي هذا الإطار يمكن أن يتراجع الحماس لإعادة الإعمار وسيادة الإحساس بألا جدوى منه ولا مستقبل له، وقد يقتصر الأمر على تقديم مساعدات ومعونات عاجلة وتضميد بعض الجراح، لذا لا بد من الدولة الفلسطينية.