الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

في ذكرى د. زيفاجو

احتفل موقع جوجل بذكرى ميلاد بوريس باسترناك شاعر روسيا الشهير، وأحد الشعراء الأكثر شهرة في العالم، ومنذ صدرت روايته الشهيرة د. زيفاجو، والتي تحولت إلى فيلم قام ببطولته عمر الشريف، وأصبح الآن من كلاسيكيات السينما العالمية.

قرأت رواية د. زيفاجو في فترة مبكرة من حياتي، والتي قام بترجمتها حلمي مراد صاحب سلسلة كتابي الشهيرة، ويومها كتب عميد الأدب العربي د. طه حسين مقدمة بديعة عن قضية الحرية في حياة باسترناك.

لم يكن باسترناك شاعراً مشهوراً حين كتب روايته، التي تحكي قصة طبيب شاعر مع الثورة الروسية، وما تعرض له من مظاهر القهر والاستبداد، وقد أرسلها مخطوطةً إلي صديق له في إيطاليا، وانبهر بها الصديق وقام بطبعها، فأصبحت الرواية حديث العالم، وكانت المفاجأة أن قررت لجنة جائزة نوبل حصول باسترناك على جائزة نوبل في الآداب.


قامت الدنيا عل رأس الشاعر في روسيا، وتمّ فصله من اتحاد الكتاب، وألقوا الحجارة على بيته في مظاهرات صاخبة، وأمام هذا الرفض اعتذر باسترناك عن الجائزة، وخرجت حشود العمال تلعن الشاعر وروايته، ودخل باسترناك في معركة دامية مع السلطة التي طاردته في كل مكان.


ومنذ قرأت د. زيفاجو وقعت في هوى باسترناك، واكتشفت فيه شاعراً رقيقاً مُدافعاً عن الحرية وكرامة الإنسان، ورغم أن الرواية كانت سبباً في شهرته ومجده الأدبي إلا أن أشعاره انتشرت في العالم كله، وأصبح من أشهر الشعراء الروس.

وكانت لي مع د. زيفاجو حكايات، منها: عندما تحولت الرواية إلي فيلم قام ببطولته عمر الشريف، ووضع أقدامه علي طريق السينما العالمية، كنت قد شاهدت الفيلم عندما عُرض في القاهرة لأسبوع واحد، وتصادف أن أليكسي كوسيجين رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي في زيارة للقاهرة وشاهد إعلانات د. زيفاجو، واحتجَّ علي ذلك ورفعت الحكومة الفيلم.

ثم شاهدته للمرة الثانية في بيروت، وعندما زرت الهند شاهدته في سينما عتيقة في بومباي، وحتى يظل عندي اشتريت نسخة منه لأشاهده كلما أردت.

بعدها كانت هناك صدفة جميلة أن نلتقي عمر الشريف وأنا في عشاء عند الصديق الراحل الإعلامي حمدي قنديل والفنانة نجلاء فتحي.. يومها تحدثنا كثيرا عن دور الشاعر وكيف قدمه بعبقرية نادرة.

وذات يوم كنت في لندن، فوجدت أشهر الصحف الإنجليزية السندي تايمز تنشر مذكرات حبيبة باسترناك في الرواية أولجا ايفنسكايا، هي شخصية حقيقية، حكت فيها تجربتها المريرة مع باسترناك، وكيف دفع ثمن مواقفه.. ولا أزال حتى الآن أتتبع أخبار د. زيفاجو، وكثيراً ما يشدني الحنين فأشاهد الفيلم الجميل من جديد