الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

أمريكا.. وتحديَّات التّطعيم

وفقاً لأحدث الأرقام الصَّادرة عن مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، فقد تلقى حتى الآن حوالي 50% من السكان جرعة واحدة من لقاح كوفيد-19، في حين تم تطعيم حوالي 40% من السكان بشكل كامل.

وهذا الوضع يبشر بالانفراج عن الوباء قريباً في الولايات المتحدة الأمريكية، وفعلاً انخفضت أعداد الإصابات والوفيات اليومية إلى أدنى مستوياتها منذ عام تقريباً.

وقد تجلَّى أثره بوضوح مع عودة الحياة العامة إلى مجراها الطبيعي؛ فالمطاعم والحانات تعج بالمرتادين، وثمة إقبال كبير على حجز الرحلات الجوية لقضاء الإجازات، وعلى مستوى التظاهرات الرياضية يُلاحَظ المشجعون بدون كمامات يتعانقون ويهتفون، كما تم الاحتفال بعطلة يوم الذكرى - يوم الشهداء (31 مايو) بحماسة كبيرة.


الوباء يتراجع ببطء عن حياة الأمريكان مع فتح الشركات والمراكز التجارية أبوابها، واستئنافها لأنشطتها، وتخفيف السلطات المحلية القيود المفروضة على السكان جراء الوباء.


لكن تلك نصف الحكاية، أما النصف الآخر من الحكاية، فإنه يعرض التحديات الجسيمة التي تواجه إدارة جو بايدن في تحقيق مناعة القطيع أو المناعة الجماعية.

وقد أفادت دراسة المركز أعلاه في 17 مايو الفائت بأن 13% من الأمريكان مترددون في تلقي اللقاح، و20% آخرين غير متأكدين من التلقي، و6% آخرين لا يريدون اللقاح إطلاقاً.

وفي الحقيقة، هناك نسبة ملحوظة من الأمريكان غير مستعدة لتلقي اللقاح لأسباب دينية، أو اجتماعية، أو سياسية، أو للارتياب في فاعلية اللقاح.

ولا شك في أن تهوين الرئيس السابق دونالد ترامب من خطر الفيروس والتطعيم ضده، كان له كبير الأثر على الجمهوريين، وأنصار ترامب الذين يحذون حذوه.

إقناع الرئيس بايدن كل الأمريكان بتلقي اللقاح سيمثل التحدي الأكبر أمامه، مع أنه انتهج سياسة فعالة بشأن توزيع اللقاحات وإجراء تطعيمات واسعة النطاق، والمشكلة الكبرى تكمن في إقناع بقية الأمريكان بتلقي اللقاح بأسرع ما يمكن.

وفعلاً هبط عدد الجرعات اليومية إلى النصف مقارنة بمطلع أبريل، مع العلم أنه لا يمكن تحقيق المناعة الجماعية ما لم يتم تطعيم غالبية السكان ضد الفيروس، وبالتالي ستتعذر عودة الحياة والاقتصاد إلى مسارهما الطبيعي.

تمتلك الولايات المتحدة كميَّة من اللقاحات قد تتجاوز ضعفَي احتياجاتها، ومع ذلك فهي أمام تحدي تطعيم جميع سكانها.. فما بالك بدول العالم الثالث التي لا تملك لقاحات كافية؟ وفي هذه الحالة، لذلك قد يتعذر على العالم التخلص نهائياً من الوباء وتداعياته في القريب العاجل.