الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الإسلام السياسي ـ الإسرائيلي

حين اتجه الرئيس الراحل أنور السادات إلى السلام مع إسرائيل لاستعادة سيناء كاملة، شنت مجموعات الإسلام السياسي حرباً ضارية عليه، حتى نجحت في اغتياله، ولم تتوقف حروب تلك الجماعات، مرة ضد ما يسمى التطبيع ومرة ضد فكرة السلام، يستوي في ذلك لديهم أنور السادات مع ياسر عرفات الذي وقّع اتفاق أوسلو كخطوة نحو إقامة دولة فلسطينية.

وفي مظاهراتهم، كانوا يرفعون شعارات تعادي اليهود بالمطلق، بما يزكي مخاوف ومزاعم البعض في إسرائيل من أن العرب والمسلمين يحملون موقفاً عنصرياً ضدهم.

ومنذ سنوات كتبت أن الإسلام السياسي على يد حسن البنا وجماعته هو السند الحقيقي والوجه الآخر للصهيونية، وكانوا يتباكون ويقسمون أنهم يودون تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، لكن عشنا وشفنا الفرع الإسرائيلي للإسلام السياسي ممثلًا في الحركة الإسلامية بإسرائيل وزعيمها عباس منصور، شريك التحالف الذي يسعى لتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، هذا التحالف يضم بينيت لابيد، الأكثر يمينية من نتنياهو، وهكذا يحاربون التطبيع مع إسرائيل في العالم العربي، لكنهم داخلها يتبنون «الأسرلة» ذاتها، ويتحالفون مع اليمين المتشدد الإسرائيلي، أي الإسرائيليين الذين يؤمنون بأن القدس الشرقية عاصمة أبدية لإسرائيل، وأن المسجد الأقصى بني قهراً فوق هيكل سليمان، ويرفضون إقامة دولة فلسطينية.
الحكومة الإسرائيلية التي دعّم عباس منصور رئيسها بنيامين نتنياهو، تقرُّ المثليَّة الجنسيَّة وتسمح للمثليين بحق التظاهر، بينما إخوان عباس في عالمنا العربي يصدعون رؤوسنا بأن المرأة لا يجوز أن تتولى أي موقع أو منصب.


فرع إسرائيل من الإخوان يدخلون الكنيست، ويسعون لدخول الحكومة الإسرائيلية، أما بيننا وعندنا فيصيحون بنداءات تندد باليهود، الإخوانجي الإسرائيلي سيكون وزيراً في الحكومة الإسرائيلية التي سوف تعمل على تثبيت القدس عاصمة أبدية لإسرائيل.


أما شعار الإخوان «واقدساه»، «على القدس رايحين»، فهذه شعارات للاستيلاء على الشارع العربي، أما مع إسرائيل فهم حلفاء ليس للإسرائيلي المعتدل، بل المتشدد، المتشدد للمتشدد ظهير ونصير.

سيد قطب لم يتردد في إبداء إعجابه بإسرائيل، حين تزامل في السجن مع المدانين من اليهود المصريين في عملية «سوزانا» أو فضيحة «لافون».

ما يحدث من عباس منصور وجماعته لا مفاجأة ولا غرابة فيه.. والحبل على الجرار، فلننتظر.