الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

عودة زمن الرحلات الدبلوماسية



شرع الرئيس الأمريكي جو بايدن بأول رحلة خارجية له بعيداً عن مكتبه، سوف تستغرق أسبوعاً اعتباراً من يوم 9 يونيو الجاري، استهلّها بزيارة المملكة المتحدة.

واجتمع مع جنود وضباط الجيش الأمريكي المتمركز في قاعدة تابعة للسلاح الجوي الملكي البريطاني، ومع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والملكة إليزابيث الثانية.


وكان ظهور بايدن بجانب بوريس جونسون خلال اجتماعات قمة «مجموعة السبع» G7 Summit التي تلتئم في مقاطعة كورنوول الإنجليزية، من أبرز مظاهر هذه الجولة، ويدور الموضوع الرئيسي لهذه القمة حول إدارة التعافي من فيروس «كوفيد-19».


ويبدو، كأنها بدأت بالتحوّل إلى إطار عمل يهدف إلى حشد الديمقراطيات الغربية للدفاع عن النظام الليبرالي الدولي ومواجهة التحديات الصينية المتزايدة.

وظهرت «مجموعة السبع» في منتصف عقد السبعينات من القرن الماضي عندما تأسست كإطار لتوحيد الديمقراطيات الغربية ضد الكتلة الشرقية التابعة للاتحاد السوفييتي، واقتصر أعضاؤها الأوائل على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، ثم انضمت إليها ألمانيا الغربية واليابان، وجاء انضمام إيطاليا وكندا بعد انتهاء الحرب الباردة.

ويذكر أيضاً أن روسيا كانت عضواً فيها بين عامي 1998 و2013 عندما انتعشت الآمال بأن تنضم إلى المعسكر الديمقراطي، إلا أن هذا الحلم تداعى عام 2014 عندما بادرت روسيا لاحتلال شبه جزيرة القرم وضمّها.

وكان هناك أمل آخر بأن تنضم الصين إلى هذا المعسكر، إلا أنه تلاشى أيضاً مع اقتناعها بأنها سوف تحقق ما تسعى إليه من خلال التنمية الاقتصادية، وتمكنت من تطوير اقتصادها ولكنها لم تأبه للمعايير والمبادئ الديمقراطية الليبرالية، بل تمسكت بسياساتها الخاصة.

وسوف يواصل بايدن رحلته ليحضر في بروكسل اجتماع قمة «الناتو»، وليطمئن الحلفاء الأوروبيين من خطر الإجراءات العدائية الروسية، بالإضافة لتبنّي استراتيجية موحدة لمواجهة التحديات الصينية والاهتمام بمواجهة تهديدات آتية من كيانات مختلفة تستخدم تكنولوجيات ناشئة حديثاً لشنّ هجمات سيبرانية افتراضية، ومن المنتظر أن يتم التداول في قرار انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، نزولاً عند رغبة أعضاء الناتو.

وسوف يعقد بايدن اجتماع قمة ثنائياً مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على اعتبار أن تركيا عضو في حلف «الناتو» منذ عام 1952 عندما انضمت إليه مع اليونان.

ومن المتوقع أن يتفق الرئيسان جو بايدن وطيب أردوغان على عقد صفقة لتحقيق مصالح متبادلة تتعلق بغض الطرف عن شراء تركيا لمنظومة الصواريخ الدفاعية الروسية «إس-400»، مقابل سحب القوات الأمريكية من أفغانستان وبحيث تضمن تركيا الحفاظ على الأمن هناك بدلاً من الوجود الأمريكي.