الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

مجموعة السبع.. الملفات المفتوحة

انعقدت قمة زعماء مجموعة السبع في بريطانيا لتكون أول إظهار رسمي للنهج الدولي الذي يسلكه الرئيس الأمريكي جو بايدن، بعد الزوابع التي أثارها سلفه دونالد ترامب بشأن ملفات أساسية تعنى بها القمة، منها قضية المناخ المؤرقة للصناعيين العمالقة، وبريطانيا على نحو خاص.

لكن الرئيس الأمريكي في هذه القمة استحضر معه إلى جانب ملفي اللقاح والمناخ، قضية التحدي الصيني الجدي في مجالات توسيع النفوذ الخارجي بما يلامس الخطوط الأمنية الحمراء في بقاع متعددة من العالم، بالتزامن مع رفع العلم الصيني على الكوكب الأحمر، والمنافسة التجارية العالية، والشكوك المتبادلة حول منشأ فيروس كوفيد ـ19، وحضر أيضاً إلى القمة التحدي الروسي، لكن واشنطن اعتادت على تحجيمه من خلال لقاءات القمم بين الزعيمين.

لقد أعطت قمة السبع الضوء الأخضر لفتح آفاق الاقتصاد العالمي بوتيرة أكبر مما كانت تسير عليه قبل الجائحة، ليس بسبب الحاجة لتدارك الخسائر الهائلة، ولكن لمواكبة التطورات في سلم التحديات الدولية، لا سيما بين أوروبا التي خسرت قوة بريطانيا، والاقتصادات الناشئة والمؤثرة في آسيا على درجة كبيرة.


بريطانيا كانت في أمسّ الحاجة إلى أن تُضِيف هذا الحدث الكبير، وهي بصدد إعادة ترتيب اتفاقاتها الثنائية مع الدول الصناعية وذات التأثير التجاري، لمرحلتها الجديدة التي تعيشها منذ شهور خارج الاتحاد الأوروبي، حيث لفت بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني إلى أن العلاقة مع الولايات المتحدة غير قابلة للتدمير لعمقها ومتانتها، وهو أول توصيف بريطاني من نوعه لعلاقة استراتيجية مع حلفاء.


في الجانب الآخر، تبدو التفاهمات بين الدول السبع بحاجة ماسة لفتح مسارات سالكة مع دول ذات تأثير في النطاقات الإقليمية الفاعلة في آسيا وأفريقيا خاصة، كما هي الحاجة لإعادة كسب الدول الفقيرة التي اهتزت ثقتها بالحلفاء بعد أزمة ملكية اللقاحات وسرعة توزيعها.

ثمة نقاط أساسية وضعت على الحروف في هذه القمة إلا أن الكلمات لا تزال في طور التحرك الحثيث لتثبيت المعاني العملية لجمل مفيدة، وهذا اختبار صعب، وقد يواجه نكسات فيما إذا اشتعلت حروب جديدة في مناطق الصراع في الشرق الأوسط، أو إذا وصلت النيران لملف الطاقة هناك.

أمريكا كانت بحاجة إلى هذه القمة لكي تعيد توكيد ثوابتها وسياستها المنفتحة على الحلفاء المتشككين، وبريطانيا وجدت في القمة أكبر متنفس بعد الضغط الأوروبي، الذي استمر عليها منذ مفاوضات بريكست الصعبة، خاصة بشأن ملف أيرلندا الشمالية، والمناكفة الأخيرة مع تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون.