الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

العالم اليوم.. كورونا وكراهية

بدأت مرحلة تحوّل كبرى للإنسانية من أجل الانتصار على فيروس مجهري، و لا تزال الإنسانية عاجزة عن السيطرة على جائحة التطهير العرقي أو القهري لأسباب دينية أو قومية.

والعالم في حالة استنفار لصناعة الترياق الشافي للوباء القاتل، لكن فيروس الكراهية آخذ في التفشي ويستفحل، ويتفاقم خطره بفعل غياب القناعات التي تخدم السلام والتسامح، وعدم رأب الصدع لثقافة الصدام والصراع الحاصل، حيث تحيا البشريّة حالةً من الأمل من أجل الخروج من هذه الجائحة.

وعلى ما يبدو فإن القضاء على جرائم الكراهية وتبعاتها ميؤوس منه، لأن الأفكار المتطرفة تضحي بفئات مجتمعيّة (تصل حدّ الإبادة) سواء أكانت عرقيّة أو دينية أو مذهبية أو اجتماعيّة.

التعصب وليد الكراهية، ولا توجد فرصة أفضل للأنظمة المناعية لمحاربة فيروس الكراهية، بل من الصعب على مرضى التعصب التعافي، ما دام لا تغيير في القناعات أو تصحيح في المفاهيم، وستبقى حواضن الإرهاب هي المنتصرة.

الدول الكبرى تحاول تلقيح العالم للخروج من زمن «كورونا»، لكن عليها أن تصنع قاعدة إعلاميَّة تحصن الجميع من نشر سموم التعصب والعنف.

ومن أجل الحصول على مناعة ضد «الكراهية»، هناك مطلب ملحّ هو أن يصبح العالم يداً واحدة في مواجهة جائحة الكراهية، مثلما هناك زخم عالمي لتجاوز أزمة فيروس «كورونا»، حيث نحيا في فترة استثنائية أحوج ما نكون إلى الالتفاف حول قيم التعاون والوئام والسلام، من أجل الحفاظ على ما تبقى من قيم التعايش بين الديانات والثقافات والحضارات.