الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«سدّ النهضة».. هل انتهى الحل الدبلوماسي؟

الأحداث حول أزمة «سد النهضة» تسارعت وتيرتها خلال الفترة الماضية بشكل كبير، في وقت لجأت فيه مصر للحضن العربي خلال قمة الدوحة الأخيرة على مستوى وزراء الخارجية، داعية لاتخاذ موقف جاد من الشقيقة الأفريقية في المحافل الدولية، كانت إثيوبيا مستمرة في مراوغتها، فحيناً تؤكد أن الملء الثاني قد يفشل، وهو ما يؤمن الحقوق المائية لدولتي المصب (مصر والسودان)، وحيناً آخر تؤكد أنها ستبني عشرات السدود من أجل التنمية.

المفاوضات بين الدول الثلاث إلى هذه اللحظة لم تصل إلى بر الأمان لهذه الدول، بل إنها تسير في طرق متعرجة موحشة، لا تشير إلى نهاية قريبة، نهاية يطمئن الجميع لها، أديس أبابا برغبتها في تنمية بلدها، والقاهرة والخرطوم بتأكيدهما لحقوقهما التاريخية في مياه نهر النيل، التي لا شك ستتأثر بعد إتمام الملء الثاني من جانب حكومة إثيوبيا وحدها.

مصر قدمت تنازلات كبيرة، ولكن إثيوبيا تواصل التعنت، هي جملة قالها وزير الخارجية المصري أخيراً، لافتاً إلى أنه على مدى 10 سنوات، تحاول القاهرة التوصل إلى اتفاق يراعي حقوق الملكية المشتركة في نهر النيل، مؤكداً حق الشعب الإثيوبي في التنمية، لكن دون الإضرار بدولتي المصب (مصر والسودان)، وأن هدف القاهرة من تقديم تنازلات هو إبداء المرونة لتوفير فرصة للأشقاء الإثيوبيين من أجل النهوض بمستوى معيشتهم.


ولكن لا وجود لإرادة سياسية من أديس أبابا، حتى الآن، من أجل التوقيع على الاتفاق الذي جرى صياغته في واشنطن، مضيفاً أن إثيوبيا تواصل التعنت وتتنصل من كل الاتفاقيات التي أقيمت عبر الوساطات المستمرة، مرة من أمريكا، ومرة من الاتحاد الأفريقي، وأخرى من الجانب الأوروبي.


شكري يعبر عن موقف مصر الرافض لأن تكون المفاوضات مستمرة إلى ما لا نهاية، هذا ما قاله وزير الخارجية تحديداً في اجتماع وزراء الخارجية العرب، مُلمِّحاً هو وفريقه التفاوضي بأن وقت الحلول الدبلوماسية لن يستمر كثيراً، رغم الحرص المصري الواضح على حل الأزمة دبلوماسيّاً.

هناك غضب مفهوم في الأوساط المجتمعية المصرية، حيث إن نهر النيل بالنسبة إليهم هو الحياة، والمأكل، والمسكن، وهو الشريان الذي يمدهم بالغذاء والطمأنينة، منذ سنوات الحضارة الفرعونية. الغضب زاد خلال الأيام القليلة الماضية عندما أثير أن أديس أبابا ستنوي بيع المياه لمصر، ومع ذلك يظل الحل الدبلوماسي هو المخرج للجميع.