الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

كورونا ونظرية المؤامرة

كوفيد-19 حصد ملايين البشر من مختلف بقاع العالم، ولا يزال يجتاح المدن والقرى، غير آبه بما يصنعه الإنسان في سبيل مواجهته وإيقافه منذ أن تم الإعلان عن تفشيه في تاريخ 31 ديسمبر 2019، حسبما أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية من مدينة ووهان شرق الصين، وبعدها توالت التقارير المختلفة عن انتشار هذا الداء في العالم.

ومع مرور هذا الوقت الطويل والأحداث الجارية في مختلف مدن العالم لا يزال هناك فريق من المشككين بأن ما يحدث من جراء هذا المرض مجرد مؤامرة عالمية يراد منها تقليل عدد سكان الأرض وغيرها من النظريات التي ليس لها دليل مادي وواقع عملي، مثل زرع شريحة بالجسم من أجل متابعتك والتحكم بك بالمستقبل.

رغم أن هذا الداء استطاع أن يغلق الدول ويوقف حركتها الاقتصادية والمالية، ويغرق المرضى في جميع المستوصفات الطبية ويوقف الحياة في الكثير من دول العالم، وإن افترضنا جدلاً أن هذا المرض مؤامرة وانتشر في العالم بهذا الشكل الذي يصعب الحد منه، فما المانع من أخذ اللقاح والتحصن منه طالما لا يوجد دواء فعال يقضي عليه بنسبة 100%؟


في كل نشره إخبارية نسمع ونشاهد أن هذا الفيروس أصبح يطور نفسه بأكثر من طريقة ومرحلة، وكأنه يقول للعالم أين مشاريعكم العلمية وآخر تطوراتكم التي تقضي على فيروس لا يرى بالعين المجردة، فيا ليت هؤلاء المشككين عاشوا أسبوعاً واحداً في أحد المستوصفات وشعروا بمعاناة هذا المرض والآلام والتعب والإرهاق وصعوبة التنفس ودخلوا مرحلة الهلوسة، وتخيلوا يوم الفراق عن الأهل والحياة، لتمنوا أن يعود بهم الزمن لأخذ اللقاح، لذلك نقول يجب ألا نكابر ولا ننساق خلف الأفكار التي تدور في فلك المؤامرات، وننظر إلى من حولنا وما آلت إليه الأمور، وكيف أصبحت الحال بعد انتشار هذا الوباء، وما تبذله الحكومات والسلطات من جهود جبارة في سبيل الحفاظ على مواطنيها وانتشالهم من وحل الوباء.


ورغم النشرات الإعلامية التوعوية الصحية اليومية التي تهدف لرفع مستوى الوعي بين أفراد المجتمع، يخرج لنا من يشكك بهذه الخدمات والنشرات التوعوية، التي تصب في المصلحة الأولى على مجتمعه وأسرته وبيته.