الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الصين.. ومكافحة التَّصحُّر

تُشكل الصحارى خُمس مساحة العالم تقريباً، ويعاني نحو مليار شخص في أكثر من 100 دولة في العالم من التصحر، وإن إيجاد حل للمد الصحراوي وإعادة إحياء المناطق الصحراوية أمر غاية في الأهمية للكثير من الدول، وبالنسبة للصين، كان لا بد من إعادة هندسة الصحراء وتحويلها لمناطق صالحة للزراعة.

لك أن تتخيل أن صحراء كوبوتشي في منطقة منغوليا، والتي تبلغ مساحتها أكثر من 18 ألف كم، كانت فيما مضى مليئة بالرمال الصفراء، حتى إنها في بعض الأحيان تبتلع الحقول الخصبة والمنازل.

ولكن الآن تحوّل ثلثها لمروج خضراء، ففي عام 1988 بدأت الحكومة الصينية وبالتعاون مع سكان المنطقة بمشروع مكافحة التصحر، وقد حققت إدارة صحراء كوبوتشي الفوائد الإيكولوجية والاقتصادية والاجتماعية في نفس الوقت، حتى أعلنت الأمم المتحدة أن صحراء كوبوتشي هي «منطقة تجريبية للاقتصاد البيئي»، وأصبحت المعجزة الخضراء المعروفة في الصين وخارجها.


من الطرق الناجحة لمكافحة التصحر طريقة الألواح الضوئية أو الشمسية، فعندما تقوم بتغطية مساحات شاسعة من الصحراء بالألواح الشمسية، فأنت لا تقوم بإنتاج الكهرباء فقط إنما تساعد أيضاً في مكافحة التصحر، فالألواح الشمسية تقلل من كمية المياه المتبخرة من الأرض وتخفض سرعة الرياح، ما يسهم تدريجياً في وقف الزحف، فقد عمل المهندسون على زراعة الأراضي أسفل الألواح ببعض النباتات مستفيدين من ظل الألواح، وقاموا بتربية المواشي والدواجن.


في بعض المناطق في الصين، المطلوب من كل فرد يبلغ 11 عاماً غرس 3 شجيرات سنوياً، وبهذا أسهمت مثل هذه المبادرات في زيادة الرقعة الخضراء في البلاد وتخفيض الرقعة الصحراوية، ولهذا تجد أن الصين باتت تجربة ناجحة بكل المقاييس في مكافحة التصحر ومعالجة الأرض، ويمكننا اعتبار تجربتها في هذا المجال هدية للعالم ولكل دولة تعاني من التصحر.