السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«ما بعد كورونا».. سباق نحو الدبلوماسية

لا تزال اختبارات التجربة والخطأ أثناء محاولة التملّص من قيود فيروس «كوفيد-19» متواصلة، بالرغم من زيادة أعداد المصابين بالعدوى في جميع أنحاء العالم، حتى بدَا، وكأن القوى العظمى تتسابق مع بعضها، وتقيم التحالفات من أجل التمهيد لعودة إلى الحياة الطبيعية.

فما نوع الحياة التي ينتظر منّا أن نعيشها بعد رفع القيود وعودة حركة الطيران والنقل البحري؟ وهل ستعود موجة العولمة التي كانت في أوج عنفوانها قبل انتشار الفيروس إلى مواصلة مدّها الطاغي من جديد؟

أتمنَّى لو أن كثيراً من الناس قد أعادوا اكتشاف القيمة الحقيقية لكل الأشياء الصغيرة، التي كانت متناثرة حولهم، والتي بقيت منسيّة لفترة طويلة، بسبب الضجيج المرافق للحرب التنافسية الاقتصادية التي شهدها العالم.


وخلال الأيام العصيبة التي شهدت عقد مؤتمرات الفيديو والندوات عبر الإنترنت، كان من الأجدى بنا أن ندرك ونقدّر مدى أهمية العمال المجهولين الذين يكلفون أنفسهم بصيانة البنى التحتية، وتوفير الاحتياجات الأساسية التي تتطلبها حياتنا ومعيشتنا، وكنَّا نشعر بأن عملهم أمر مفروغ منه، وأصبحنا نشعر الآن بالامتنان لكل هؤلاء الذين بذلوا جهودهم لتمكيننا من عيش حياة كريمة.


ولا شك أن مشروع العولمة سوف يتواصل بالرغم من أن الجائحة سوف تستمر بالتأثير القوي على الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمعات.

وإذا نظرنا إلى الماضي، فسوف نلاحظ أن البشر يحتاجون إلى أكثر من عامين لترويض الفيروس والتأقلم معه والتخفيف من مدى تأثيره وإضراره بالمجتمع، وبكل تأكيد، سوف نعيش في ظل الإغلاق الجزئي حتى نهاية الشتاء المقبل، لكن ما الذي سيحدث بعد ذلك؟

من المحتمل أن نشهد خلال الفترة الانتقالية وعودة الحياة العادية، حالة من الارتباك بسبب التنافس السياسي بين القوى العظمى والقوى الناشئة، بحيث يحاول كل طرف الاستفادة من هذه الفترة الغامضة بقدر ما يستطيع، وسوف تسعى الدول المتقدمة لاستغلال «دبلوماسية اللقاحات».

وربما تحاول كل قوة عظمى السيطرة على الدول الأضعف من خلال توفير لقاحات تتكفل بصنعها، وقد تسعى لتشكيل تكتلات وتحالفات سياسية ونشاطات اقتصادية خاصة مع بعض الدول الأخرى.