الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«ماكرون» و«لوبان».. فشل مزدوج

تنطبق مقولة: «تجري الرياح بما لا تشتهي السفن» على المسار الانتخابي الفرنسي بامتياز، ففي الوقت الذي كان الجميع يتنبأ بموجة عارمة من اليمين المتطرف تجتاح الخريطة السياسة الفرنسية، جاءت نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الجهوية مخيبة لآمال بعض الأوساط السياسية والإعلامية، التي كانت تراهن على حزب مارين لوبان كبديل سياسي.

والعبرة الأساسيَّة التي يمكن أن تستخلصها من الدورة الأولى للانتخابات الجهوية الفرنسية: أن اكتساح اليمين المتطرف لن يقع، خلافاً لكل توقعات معاهد استطلاعات الرأي.

هناك إجماع لدى الأوساط السياسيّة والإعلاميّة الفرنسيّة على أن رياح الانتخابات الجهوية ونتائجها المفاجأة، قد تُقلِّب موازين القوى على المستوى الوطني، فالجميع كان ينتظر تنافساً ثنائياً بين الرئيس إيمانويل ماكرون وأيقونة اليمين المتطرف مارين لوبان. لكن خلال هذا الاقتراع تبين ضعف حزب الرئيس ماكرون «الجمهورية إلى الأمام»، الذي فشلت لوائحه في الحصول على 10% التي تخوله التأهل إلى الدور النهائي، ومن ثم قدرته على التأثير في النتائج النهائية.


أما حزب التجمع الوطني اليمين المتطرف، فخلافاً لكل التوقعات يشهد تراجعاً ملحوظاً بالمقارنة مع النتائج التي حققها عام ألفين وخمسة عشر تاريخ الانتخابات الجهوية.


إيمانويل ماكرون كان يعول على هذا الاقتراع لإعطاء الدليل للفرنسين، بأنه هو الوحيد القادر على الصمود أمام اليمين المتطرف، ومنعه من الفوز بقصر الإليزيه، كان يريد أن يلعب لعبة السياج المنيع والحصري ضد الجبهة الوطنية.

أما مارين لوبان فقد كانت تراهن على هذه الانتخابات لإظهار مدى قبول الفرنسيين لحزبها كقوة، يمكن أن تحكم غداً، فلا ماكرون نجح في مهمته، ولا لوبان طمأنت قواعدها بقدرتها على إقناع الفرنسيين.

وعلى ضوء هذ الفشل المزدوج، واسترجاع اليمين التقليدي لقواه، وصمود اليسار، يبدو جليّاً أن السباق الرئاسي لن يقتصر على الثنائي ماكرون ـ لوبان، بل هناك شخصيات من اليمين واليسار قد تزعج وتعيد النظر في هذه المعزوفة السياسة، التي كتبتها معاهد استطلاعات الرأي سلفاً، والتي تقول: أن المنازلة الرئاسية النهائية ستكون حتماً جولة إعادة لانتخابات عام ألفين وستة عشر.

نتائج الدورة الأولى خلطت الأوراق إذن، وجعلت من السباق إلى قصر الإليزيه قضية مشوقة لا تزال تحمل العديد من المفاجآت، ويتحتم كتابتها مع لاعبين جدد، لم تتوقع حضورهم بعد معاهد استطلاعات الرأي.