الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

منابع الفكر التابع

الإسلام أول من نادى بحقوق الإنسان قبل الغرب والأمم المتحدة بمئات السنين، وهو أول من كرّم المرأة، وهو أول من فعل كذا وفعل كذا، ولا بد من تحسين صورة الإسلام في عيون الغرب.
هذه الجمل والعبارات صارت مملة جداً، وتتردد على مسامعنا وتصدم عيوننا ليل نهار، وهي تؤكد العقلية التابعة غير المستقلة، والحق أن مسألة حقوق الإنسان صارت ورقة ضغط من القوى الكبرى على بعض الدول عن طريق اتهامها بالقمع وانتهاك حقوق الإنسان، والإنسان في رأي هذه القوى هو المعارض أو الرافض أو حتى المجرم الإرهابي، لكن رجل الشرطة الذي يتعرض للقتل من طرف المجرمين ليس إنساناً وليست له حقوق.
لم يحدث أن أدانت منظمات حقوق الإنسان جريمة إرهابية، وحقوق الإنسان دائماً هي حقوقه في الانحراف والخطايا وانتهاك القيم والتخريب، وأمّا تصدِّي الدول لهذه الموبقات فهو قمع للحريات وانتهاك للحقوق، وهذا التعريف القاصر لحقوق الإنسان لا علاقة للدين به، والإسلام ليست فيه حقوق للإنسان ولكن فيه واجبات ومسؤوليات الإنسان، ولقد قدّم الحل الأمثل لهذه الإشكالية بعيداً عن دعوات التحريض، وهذا الحل هو أن واجبي حقك وواجبك حقي، وإذا أديت أنا واجبي أخذت أنت حقك وإذا أديت أنت واجبك أخذت أنا حقي، بل إن الإسلام سمى الواجب حقاً في قوله تعالى: «وفي أموالهم حق للسائل والمحروم» (الذاريات ـ الآية: 19)، أي واجب عليهم في أموالهم، ومعنى ذلك أن حقوق الإنسان هي نفسها واجبات الإنسان وأن الحقوق لا تنتزع انتزاعاً قسرياً، ولو ترك الأمر لمن يزعم أنه صاحب حق لينتزعه لانتزع حقوق غيره، والتنازل عن الحق للقادر على أخذه مأجور في الإسلام، لكن ترك الواجب وزر وذنب عظيمان، وهكذا نحن دائماً نبتلع الطعم، ونفكر بطريقة النقل ولا نعمل العقل ولا بد من تجفيف منابع الفكر التابع.