الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

بوادر انفراج في العلاقات الدولية

يعتقد كثيرٌ من المراقبين العالميين أن اجتماع القمة الروسي-الأمريكي الذي انعقد في جنيف يوم 16 يونيو الجاري، ينطوي على آمال حقيقية لتطور الوضع الدولي نحو الأفضل، ومؤخراً، انتشرت مزاعم تفيد بأن روسيا تمثل تهديداً للنظام الليبرالي الغربي.

وبمجرّد انتخاب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة أصبح من الممكن تمديد أجل معاهدة الحدّ من انتشار الأسلحة الاستراتيجية لمدة خمس سنوات أخرى، وكان للاتفاق بين القيادات السياسية الروسية والأمريكية على عقد دورة جديدة من المفاوضات حول هذا الموضوع، نتائجه الإيجابية العديدة.

ويمكن فهم أبعاد هذا التطور من خلال التمعّن في تصريح صادر عن نائبة الأمين العام للأمم المتحدة إيزومي ناكاميتسو في 22 يونيو حين حذّرت من أن خطر استخدام الأسلحة النووية بشكل متعمد أو بسبب سوء تقدير أو حادث غير مقصود، هو الأعلى منذ نهاية الحرب الباردة، وخاصة لأن نظام الحدّ من التسلّح «يواصل انهياره».


وجاء في تقرير صادر عن معهد ستوكهولم لأبحاث السلام نشر يوم 14 يونيو أن أكثر من 2000 رأس نووي موزعة في بعض دول العالم، توجد الآن في حالة التأهب القصوى، ومعظمها يعود لروسيا والولايات المتحدة وتمثل ما يزيد عن 90% من الأسلحة النووية العالمية.


وتجسّدت المشاعر الجديدة في العاصمة الأمريكية في مقال كتبه المحلل «روس داوتات» في صحيفة نيويورك تايمز في 19 يونيو عندما أشار إلى نهاية لعبة «الفوبيا الروسية»، واعترف بأن الهستيريا الأمريكية المناوئة لروسيا أتت في إطار جنون العظمة الذي يدغدغ مشاعر المؤسسة السياسية في واشنطن، وأن بايدن وفريقه يفضلون التخلي عنها، كما أن الإدارة الأمريكية الحالية جمدت المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وبادرت لإنهاء العقوبات المفروضة على خط أنابيب الغاز «نورد ستريم2» الذي يمتد من روسيا حتى ألمانيا، ووافقت على عودة سفيري البلدين، ووعدت بإجراء المزيد من المشاورات حول بعض المشاكل العالقة.

ويسير الاقتراح الذي طرحته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعقد قمة روسية-أوروبية، في نفس الاتجاه، ولا تنطوي هذه المبادرة على شيء جديد، وكانت هذه الاجتماعات تنعقد بانتظام حتى عام 2014 وبواقع اجتماعين يتضمنان 30 جولة من المفاوضات سنوياً.

ويُشار إلى أن الأقلية المناوئة للروس في الاتحاد الأوروبي وخاصة بولندا ودول البلطيق الثلاث وقفت ضد اتخاذ قرار في هذا الشأن، وهذا يدلّ على أن مواقف مؤيدي المواجهة مع روسيا في القارة الأوروبية ما زالت على صلابتها.