الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

أفغانستان.. ومسؤولية العالم

قبل أن تُنهِي القوَّات الغربيَّة انسحابها من أفغانستان، بدأت حركة طالبان حربها ضد الحكومة الأفغانية، وحقَّقت تقدُّماً في عدد من المواقع، وسيطرت على أحد المعابر الحدودية، ولم تحترم الاتفاق ‏الذي أبرمته مع واشنطن، وهذا دليل على أن أفغانستان قد تكون مقبلة على حرب أهلية.
ولأفغانستان وضع خاص لأن ما أوصلها لهذا الوضع، هو الصراع الدولي أثناء الحرب الباردة، فقد كانت تنعم بالاستقرار إلى حدّ كبير، ‏ويتطور مجتمعها بشكل طبيعي إلى إن جاء الانقلاب المدعوم من الاتحاد السوفييتي، وتدخل بعدها الأمريكان وصنعوا ظاهرة المجاهدين المدعومة من قبل الإسلام السياسي، وتحولت من الجهاد إلى الإرهاب بعد خروج السوفييت وعمَّ الخراب في أنحاء متفرقة من العالم بسبب طالبان والقاعدة ومؤخراً داعش، وخروج القوات الغربية سيعيد أفغانستان مرة أخرى لتكون قاعدة للإرهاب الذي قد يطول مختلف دول العالم.
وبما أن خراب أفغانستان جاء نتيجة للصراع العالمي، فتقتضي المسؤولية الأخلاقيّة أن يكون هناك تحرك دولي لإنقاذ وتطوير هذا البلد، ولا يترك ‏شعبه ضحيّة للإرهاب والمتطرفين، إذ يجب أن توضع أفغانستان تحت وصاية هيئة الأمم، وتكون هناك عملية تحديث وبناء دولية شاملة وطويلة الأمد من أجل تثبيت أركان الدولة ومؤسساتها ودعم التعليم والخدمات الصحية والإنتاج الصناعي، وتطوير اقتصادها ‏وإحداث تغييرات اجتماعية وثقافية نوعية، تقضي على مسببات لجوء قطاعات عديدة من الشعب إلى التطرف والعنف والإرهاب، وإلا فستذهب جهود العشرين عاماً الماضية سدى، وسيظهر للعالم أسامة بن لادن جديد.