الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

الوطن العربي.. الراهن والمستقبل

هل انفك العقد الرابط المتين الذي يجمعنا.. الدم واللغة والدين والجغرافيا التي لا تعترف بالسياسية ولا المتغيرات؟ وإلى أين يذهب الوطن العربي؟ وهل لا يزال حبل الوريد ينبض بالحياة ويدعونا للتفاؤل أم أن الصورة القاتمة الباهتة لا تبشر بالخير ولها تداعيات مستقبلية تنذر بالكثير من السوء، فحتى الاجتماعات التي تجمعنا والندوات والمؤتمرات تحت سقف القاعات التي تملؤها الأحلام والود والاحترام والسلام بالأحضان تنتهي بكل منا يُغني على ليلاه؟

العالم العربي يمر بمرحلة بالغة الأهمية حيث تتشكل خريطة جديدة مزعومة وبمخاض فكري ثقافي ـ سياسي عجيب وغريب ترفضه الشعوب العربية من أقصاه إلى أقصاه، فهي محبة للسلام وتريد العيش في أمان بعيداً عن المناطق المشتعلة بالنزاعات والأحداث والمعاناة التي وصلت له، وهذا المخاض لن يتوقف عند هذه المرحلة بل هناك حرب شاملة على الأخلاق والقيم والعادات والتقاليد والدين الإسلامي، يدعمها عدد من المرجفين من أبناء جلدتنا للأسف الشديد الذي يقومون بالطعن في أوطانهم من أجل الوصول إلى أهدافهم الهدامة، التي تحققت في بعض الدول بسبب الدعم الخارجي حتى أصبحت تلك الدول تعيش حالات مزرية من الحروب والدمار والفقر، وتركوا الغريب يعيث فساداً في بلدانهم وهم لا يستطيعون أن يحركوا ساكناً.

وهناك أمثلة أخرى واضحة لهذا التدخل الخبيث وما وصلت إليه الأمور في كل من العراق وسوريا واليمن ولبنان الشقيق، كيف كانت وكيف أصبحت، بعد أن كانت شعوبها تعيش بسلام وخير ووصلت إلى العالمية في شتى علوم الحياة، والآن تتمنى الماء النظيف والغذاء وأبسط متطلبات الحياة.


كادت هذه الخريطة أن تكمل مسيرتها في أرض الخليج العربي لولا أن رزقها الله بقادة واعين ومسؤولين أوقفوا هذا المخطط الخبيث كما أثبتوا في حرب اليمن، الذي تخضب ترابه بالدم الإماراتي والسعودي ثمناً للحفاظ على شعبه واستعادة الشرعية وحماية الأمن القومي العربي.


إن النموذج الحاضر للمواقف الخليجية له نتائج إيجابية في تغيير مسارات الحروب والمخططات التخريبية في المنطقة، وتعول عليه الشعوب العربية في الكثير من المراحل المقبلة، لأنه برهن للعالم أن التحالف الصادق بين الدول العربية كفيل بتحقيق آمال الشعوب وطموحاتها المستقبلية.