الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

طموحات الصين.. والقلق الأمريكي

في ظل المخاوف الأمريكية والغربية من صعود الصين في السنوات والعقود المقبلة، وما صدر حول ذلك من تصريحات خطيرة نحوها، ومنها اعتبار أمريكا للصين العدو الأول على قائمة الدول الأكثر تهديداً لها، بعد أن تربعت روسيا على هذا المنصب لعقود طويلة، فإن ما جاء في كلمة الرئيس الصيني في الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي يوم 1/7/2021 يعتبر أكبر رد صيني على التهديدات الأمريكية أولاً، ما يرفع مستوى المعارك الأيديولوجية والسياسية إلى أعلى مستوياتها حتى الآن.

فقد أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن المسار الذي تسير عليه النهضة الصينية «لا رجوع عنه»، مؤكداً تحول بلاده من مستعمرة مهانة في الماضي إلى قوة عظمى، ومؤكداً أيضاً انتهاء «عهد التنمر» على بكين، وهو يقصد هنا التنمر الأمريكي.

ولم يتوقف الرئيس الصيني الذي كان يرتدي سترة على طراز ماوتسيتنغ عند التأكيد على أن «التجديد العظيم للأمة الصينية دخل مساراً تاريخياً لا رجوع فيه»، وإنما أكد على تعهده بمواصلة بناء جيش «عالمي» للدفاع عن المصالح الوطنية، وبناء قدرات عسكرية كبيرة في السنوات والعقود الأخيرة وهي نقطة الخلاف والقلق الأمريكي تحديداً، وبالأخص العدد الكبير الذي بنته الصين مؤخراً من قواعد إطلاق الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، والقابلة لحمل رؤوس نووية أيضاً.


ما جعل الصين تشعر بقوتها الحديثة هي المعجزة الاقتصادية في العقود الأخيرة، والتي تمكنت من جعل صناعاتها المدنية تغزو العالم أولاً، بما فيها الأسواق الأوروبية والأمريكية وفي كافة المجالات، وبعد حروب طويلة مع الولايات المتحدة الأمريكية حول حقوق الملكية الفكرية تمكنت من مواصلة بناء قوتها التصنيعية والتكنولوجية والإلكترونية، وأصبحت قبلة التجارة العالمية، بل انتشرت شركاتها العملاقة في دول العالم كافة، ونافست الشركات العالمية الغربية في كسب مناقصات عالمية كبرى.


من المؤكد بحسب تحليلات عالمية أن الرئيس الصيني تعمّد التحدي الدولي الخارجي، وبالأخص بعد اجتياح وباء فيروس كورونا للعالم، وظهوره في الصين أوَّلاً، واتهام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لها بالتسبب بهذا الوباء العالمي والدعوة إلى تحميلها مسؤوليته، ومحاولة أمريكا بناء تحالف إسلامي عالمي ضد الصين بسبب المجازر التي تعرض لها مسلمو الروهينغا، وغيرها.

الصين قلقة أيضاً من التصريحات الأمريكية، فختم الرئيس الصيني خطابه بالتهديدات الدموية قائلاً: «لن يسمح الشعب الصيني أبداً لأي قوى أجنبية أن ترهبنا أو تقمعنا أو تستعبدنا، ومن يريد أن يفعل ذلك فسيواجه إراقة الدماء أمام سور فولاذي عظيم بناه أكثر من 1.4 مليار صيني»، فهل تتجاوز طموحات الصين القلق الأمريكي إلى حروب عالمية؟