الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

المواطنة الصالحة.. والأزمات

الوباء يطوف العالم ويحصد الأرواح، حيث يعود المشهد الوبائي إلى مرحلة التفاقم، الأمر الذي يتطلب تقييماً مستمراً وتعديلاً دقيقاً.

كان علينا أن نبني آليات الاستجابة لتحدي هذا الوباء، ولهذا لقد حققت الدولة إنجازات نعتز بها، وسجلنا نجاحات مشهودة، وأرسينا قواعد جديدة من الأنظمة الصحية المتكاملة، فالرؤية الصائبة والعميقة التي تنتهجها الإمارات تجاه التحديات والأزمات تجعلها نموذجاً مثاليّاً يستحق الإشادة، ولا يمكن التفريط بهذه الاستحقاقات أو التغاضي عن هذه الامتيازات، فالمسؤولية الوطنية تحتم علينا عدم التراخي في هذه المرحلة الفاصلة.

أكثر ما يثير القلق في المشهد الوبائي الراهن أنه يتضاعف في مواسم الإجازات الصيفية، سيما مناسبات المعايدات والتزاور الاجتماعي، لذلك فأفضل معايدة تلك التي نؤجر ونثاب عليها محاولة التقيد بالالتزام بالإجراءات الوقائية، وحفظ النفس.

إن العالم الذي نعيش فيه يمر بتغيرات سريعة، حتماً فهي تحديات تستدعي التفكير بطريقة مختلفة، ودورنا الوطني أن نعمل كفريق واحد لمواكبة المتغيرات، والضرورة التاريخيَّة تحتِّم على الجميع العمل الوطني الجاد، وعدم إطالة أَمَد المـُعاناة الإنسانيَّة، ويتجلى ذلك بأهميَّة الوعي الوطني الحقيقي لتداعيات الأزمة.

وتمثل مخاطر جائحة كورونا محفزات لإيجاد دوافع وطنية للتحول نحو أسلوب حياة مختلفة، هناك إجراءات صحية صارمة تعتمد أعلى معايير السلامة والأمان، وتُحقق الفاعلية والمأمونية العالية، وتكثيف حملات التوعية والإرشاد الموجهة بشكل خاص إلى الشباب إبان الإجازات، لتشمل المراقبة القوية، والتعويل على الإنذار المبكر في التوقيت المناسب، والتباعد الاجتماعي، لذا فإن الشعوب التي تملك إرادة لا تقهر، والقدرة على الصمود تجاه التحديات، هي تملك حتمية الانتصار لقيم ومبادئ المواطنة الصالحة.