الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

بناء الإنسان.. والأوطان

يعتقد كثيرون أن مظاهر البنية التحتية مثل: المباني والطرقات والمؤسسات وغيرها، هي معيار حداثة المجتمع وتطوره، بغض النظر عن ثقافته وقيمه وطرق تفكيره، وهذه النظرة قاصرة جداً بلا شك.

فعلى الرغم من أهمية تطور البنية التحتية وحداثتها، ‏لكنها ليست المعيار الوحيد والحقيقي الذي يدلُّ على تقدم ورقي شعب ما، إذ إن الإنسان ‏هو المحور الجوهري في عملية بناء وتحديث المجتمع، ورقيّه وتقدمه، وبذلك فبناء الإنسان أهم بكثير من أي أمور أخرى.

الإنسان هو المسؤول عن إدارة المجتمع والتخطيط له، وأفعاله المختلفة تعكس قيماً أخلاقية وإنسانية ترسم ضوابط وعلاقات أفراد المجتمع بالدولة ككل، وطريقة تفكيره ورؤيته للعالم وللآخر ‏من أهم عوامل الاستقرار والازدهار، واهتماماته الوطنية والإنسانية تجعله يعي قيمة ما يؤمن به من مبادئ وأهداف تسعى لخير مجتمعه والإنسانية.


فمهما علت المباني وتعبّدت الطرقات، واستخدمت أحدث الأجهزة، يبقى تفكير الإنسان وسلوكه هو المعيار الأهم.


فالالتزام مثلاً بالسلوك ‏الأخلاقي القويم في العمل وتجاه الآخرين والمجتمع والدولة، هو الذي يعطي صورة حضارية للمجتمع، لأن الإنسان هو صانع التقدم، ويحافظ على وطنه ومجتمعه وهو من يطوّر واقعه، ويرسم مستقبله ويواجه مشكلاته، ويحلها عبر الوسائل والأدوات العلمية والمعرفية التي يملكها.

من ناحية أخرى، ممكن أن يغدو الإنسان عامل هدم لقيم المجتمع، وسبباً لانتشار الفساد فيه، الإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين والمجتمع، في حال إذا لم يعد الإعداد السليم، وكل هذا يعني أن بناء الإنسان هو بناء الوطن في كل شيء.