اللعبة الاستراتيجية الأقدم

أكثر من نصف مليار شخص في العالم، بين محترفين وهواة؛ ستتعلق أنظارهم نحو دولة الإمارات هذا العام، فهو موعد حافل بالتشويق والإثارة، حيث الحدث العالمي الأهم لمحبي ومشجعي ولاعبي الشطرنج في العالم، لأن بطولة عام 2020 المؤجلة، التي ينظمها الاتحاد الدولي للشطرنج، ستُقام في دولة الإمارات في الفترة بين 24 نوفمبر و16 ديسمبر 2021، ضمن فعاليات إكسبو 2020، وستشهد البطولة مواجهة بين أبطال العالم، حينها سوف تنقطع الأنفاس لأن أمهر لاعبين في العالم سيتنافسان على جائزة قدرها مليونا يورو، وهو ما يساوي حوالي «9 ملايين درهم».

وبمناسبة احتفال العالم باليوم العالمي للشطرنج الموافق 20 يوليو من كل عام، ليتنا ندعو أبناءنا للتمرُن على اللعبة وتشجيعهم على ممارستها ليستمتعوا بمتابعة المنافسة العالمية في دبي، فهي ليست محض لعبة ترفيهية، بل هي لعبة استراتيجية، تعلمهم التخطيط وتنظيم الأفكار، والتأني في اتخاذ القرار ودراسة كل خطوة بذكاء.

عديد من الدول تدّعي أنها التي اخترعت الشطرنج، إلّا أن الرأي الأرجح أنها انطلقت من الهند قبل الميلاد، ثم انتشرت في آسيا، وبفضل الفتوحات الإسلامية وصلت لإسبانيا، ومنها انتشرت في أوروبا، وأخذت قوانينها تتطور حتى اتخذت صورتها الحالية.

لعبة الشطرنج تربوية بجدارة، لذلك فإن الكثير من الآباء الذين يستاؤون من تصريف أبنائهم لأوقات فراغهم في ألعاب لا تعود عليهم بأية منفعة، يجدون فيها الحل، والجميل أن اللعبة تتوافق مع زمن كورونا، فقد برز في ستينات وسبعينيات القرن الماضي أسلوب اللعب بالمراسلة، ثم هي متاحة الآن ليلعبها أبناؤنا من جميع الفئات العمرية عبر الإنترنت، وكذلك اللعب المباشر في جو أسري حماسي.