الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الاحتباس الحراري.. والواقع الجديد

تتصدَّر أخبار الكوارث البيئية، كالفيضانات وحرائق الغابات والجفاف، المنصات الإعلامية، بعد أن سجلت درجات الحرارة ارتفاعات غير مسبوقة هذا العام، وفي مناطق لم تكن بالحسبان من قبل.

ويعدُّ ‏السبب الرئيسي، كما يدعي عدد من العلماء، هو استخدام الوقود الأحفوري، وانبعاثات الكربون الصادرة عنه، والتلوث البيئي وآثاره على الطبيعة والكائنات المختلفة.

وما يهمنا في منطقة الخليج ‏العربي هو أنها ‏أحد أبرز مصادر الوقود الأحفوري، وتتميز بمناخ صحراوي حار، ازدادت حرارته في العقود الأخيرة، فمثلاً وصلت درجات الحرارة في الكويت هذا الصيف إلى أرقام قياسية، وتنذر بمؤشرات مقلقة جداً في حال استمرار ارتفاع درجات الحرارة عالميّاً.


وتواجه دول الخليج إشكالية مزدوجة، فهناك مسعى عالمي للتوجه إلى مصادر جديدة للطاقة، ما يعني تقليص استخدام الوقود الأحفوري الذي يمثل شريان الاقتصادي لها، وقد تواجه أيضاً أوضاعاً بيئية صعبة جدّاً.


‏فالاحتباس الحراري سيسهم في زيادة التصحر والجفاف، وسيعمل على ارتفاع منسوب مياه المحيطات والبحار وسيؤثر ذلك على بعض دول الخليج، كما سيزيد من استهلاك الكهرباء، حيث وصلت الأحمال الكهربائية تقريباً إلى ذروتها في عدد من الدول، وسيوجد ذلك مشكلات مع التوسع العمراني، بالإضافة إلى زيادة التكاليف ‏والأعباء الاقتصادية.

ويتطلَّب مواجهة هذه الظاهرة جهداً جماعيّاً تقوم به دول مجلس التعاون لمواجهة هذه الأزمة، التي ستطالها اقتصاديّاً وبيئيّاً، وعمل الخطط والاستعدادات اللازمة لمواجهة أسوأ النتائج، إذْ من المتوقع في حال استمرار الوضع الحالي دون معالجة فستكون هناك ‏مدن خاوية من سكانها مستقبلاً.