الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

إيران والقوى العالمية

بات من المؤكد أن جولة المحادثات غير المباشرة التي انعقدت مؤخراً بين إيران والولايات المتحدة في فيينا سوف يتم تأجيلها حتى اكتمال تشكيل الإدارة الإيرانية الجديدة، وتداولت الأوساط المقربة من تلك المحادثات التي تهدف إلى إحياء «خطة العمل الشاملة المشتركة» بين إيران والقوى العالمية الست، أخباراً تفيد بأن الأطراف اقتربت بالفعل من التوصل لاتفاق.

ويذكر أن الرئيس المنصرف حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف كانا يقودان المباحثات، وهما اللذان كانا وراء التوصل لاتفاقية عام 2015.

وفيما يتعلق بالجانب الأمريكي، فقد انسحب الرئيس السابق دونالد ترامب من جانب واحد من الاتفاقية عام 2018، ثم جاء فوز الرئيس جو بايدن ليمنح أولوية اهتماماته للتوصل إلى اتفاق جديد، من شأنه إعادة إحياء اتفاقية خطة العمل الشاملة المشتركة.


وفي الانتخابات العامة التي جرت في 18 يونيو، فاز الفقيه المحافظ إبراهيم رئيسي بمنصب الرئيس، وهذا يعني أنه من الأرجح تجميد المباحثات بشأن إعادة إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، حتى يتم تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة رئيسي في شهر أغسطس المقبل.. فهل يمكن القول إن الوضع أصبح مثيراً للإحباط؟


بات في حكم المؤكد أن إيران ستتخذ موقفاً متشدداً في المفاوضات المقبلة في عهد الرئيس الإيراني الجديد، ولن يكون وزير خارجيته ودوداً كوزير الخارجية الحالي، ومع ذلك، فإن من شأن هذا التطور أن يضع حدّاً للازدواجية السياسية التي جعلت مواقف إيران غامضة ومليئة بالشكوك.

وفي الماضي، كان هناك فرق بين مركز قوة النظام الإيراني الذي يسيطر عليه المحافظون إلى جانب مرشد إيران، وبين الحرس الثوري، وفي بعض الأحيان، يسعى القادة المعتدلون والإصلاحيون أو التكنوقراطيون للحصول على منصب وزير الخارجية بحكم علاقاتهم الودّية مع القوى الغربية.

وكانت هناك مشكلة تتعلق بالغموض الذي يجعل من العسير معرفة إلى أيّ مدى يمكن لرئيس الجمهورية ووزير خارجيته أن يعكسا النوايا الحقيقية لمرشد إيران، وكان من المفترض أن يكون رؤساء الجمهورية ووزراء الخارجية الوكلاء التمثيليين للمرشد في الشؤون الإدارية والدبلوماسية.

وهناك حاجة دائمة لمعرفة ما إذا كانت الوعود التي يقطعها رؤساء الجمهورية ووزراء الخارجية الإيرانيون، ستلقى الدعم والتأييد من المرشد، والآن بعد أن أصبح الرئيس مقرباً من المرشد فإن هذه الحاجة ستنتهي، ولن تكون هناك ازدواجية في السلطة السياسية بعد الآن، وسوف تكشف إيران عن وجهها الحقيقي.