الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الصين.. والفراغ في أفغانستان

بعد مرور ما يقارب 20 عاماً على التدخل الأمريكي في الأراضي الأفغانية قررت الولايات المتحدة الخروج بشكل نهائي تاركة وراءها بلداً مدمراً وبعيداً كل البعد عن الاستقرار؛ وحكومة أفغانية غير قادرة على مواجهة الأزمات وحركة مسلحة هي التي تفرض سيطرتها على الأرض.

بعد أن بدأت الولايات المتحدة بتنفيذ مخطط الانسحاب، أعلنت حركة طالبان السيطرة على 85% من الأراضي الأفغانية، وهذا يأخذنا لبداية الحرب والهدف المعلن من قبل أمريكا بالقضاء على حركة طالبان وتسليم السلطة للحكومة الأفغانية، والمصيبة ليست بالفشل في تحقيق الهدف إنما بمخلفات هذه الحرب ومئات القتلى من المدنيين ودمار البنية التحتية.

الأسبوع الماضي التقى عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي الملا عبدالغني بارادار، الزعيم السياسي لحركة طالبان الأفغانية وأعرب وانغ عن تطلعه لأن تلعب طالبان الأفغانية، بصفتها قوة عسكرية وسياسية مهمة في البلاد، دوراً مهماً.


الصين باعتبارها أكبر جارة لأفغانستان، تحترم دائماً سيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها، وتلتزم بعدم التدخل في شؤونها الداخلية، فهي تنظر للأمور بشكل منطقي، فحركة طالبان الآن وقبل 20 عاماً هي المسيطرة بشكل أو بآخر على أفغانستان، ومن الصعب استثناء حركة بهذا الحجم وهذا الثقل السياسي والعسكري، وكان من الأفضل إشراكها في مستقبل أفغانستان وإيجاد آلية سياسية يختار فيه الشعب الأفغاني ما يراه مناسباً لطبيعته وطبيعة شعبه وأرضه.


ما حدث في أفغانستان، وما حدث من قبل في فيتنام، وما حدث من بعد في العراق وغيرها من الأماكن التي قررت الولايات المتحدة غزوها والدخول في حرب داخل أراضيها يأخذنا لحقيقة واحدة مفادها: أن الحلول كما تراها الإدارة الأمريكية غير مجدية، ولا يمكن تحويل العالم للشكل وللطريقة وللأسلوب الذي تراه أمريكا مناسباً، ولكل شعب حرية في اختيار ما يراه مناسباً له.