الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

التدخل الغربي.. أي فائدة؟

يعتبر العالم الإسلامي وخاصة العربي، أكثر المناطق خضوعاً لسياسات «التدخل الدولي» من قبل الدول الغربية، تقوم به دولة منفردة، أو تحالف دول، أو تحت راية الحلف الأطلسي، ويتم التدخل باسم الشرعية الدولية، ويعلن عن أهدافه في شكل «الدفاع عن حقوق الإنسان» أو «نشر الديمقراطية» أو «محاربة الإرهاب» وغيرها من الشعارات، وقد ازداد هذا التدخل كثافة منذ نهاية القطبية الثنائية عام 1989، وانعدام التوازن الاستراتيجي في العالم بميل الكفة لصالح الغرب.

ويتم التدخل بعدة طرق، دولة واحدة مثلما فعلت فرنسا في منطقة الساحل فيما يسمى «قوة برخان» التي أعلنت عن نهايتها عام 2021، أو تدخل أمريكا في أفغانستان عام 2001، وقد يأخذ شكل تحالف مثل قوة «تاكوبا الأوروبية» في منطقة الساحل والتي عوضت الفراغ الذي خلفه انسحاب فرنسا، وعن طريق الحلف الأطلسي كما حدث في ليبيا عام 2011.

كما أن التدخل الدولي يأخذ عدة أشكال، أبرزها الشكل العسكري الواضح للعيان، أو القروض عن طريق صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، أو المساومات والابتزاز وحتى عن طريق «الطابور الخامس».


وأحياناً يأخذ شكل «الثورات الملونة» المؤيدة من الخارج أو يتم تحت غطاء الشرعية الدولية بموافقة مجلس الأمن، وأحياناً يتم بدونها، وأحياناً أخرى يتم بدعوة من الداخل سواء الحكومة الرسمية مثلما حدث مع تدخل فرنسا في مالي عام 2013 أو من الأقليات.


وبدون شك فإن الدول المتدخلة لديها أهداف استراتيجية تسعى لتحقيقها، وسوف تنسحب بمجرد تحقيقها، أو في حالة ما إذا اتضح أن تلك الأهداف لم تعد ذات جدوى، بينما الدول المتدخل فيها قد لا تجني شيئاً إيجابياً، والأدلة ماثلة اليوم للعيان.

أمريكا جاءت لأفغانستان عام 2001 لمحاربة الإرهاب وطالبان، وبعد 20 سنة انسحبت، والملاحظ أن طالبان ازدادت قوة مما كانت عليه.

انسحبت أمريكا من العراق الذي احتلته عام 2003 بعدما جاءت لتجعل منه «نموذجاً للديمقراطية في الشرق الأوسط»، والحاصل أنه لا ديمقراطية نموذجية، ولا تنمية، فضلا عدم الاستقرار.

كذلك أُسقط القذافي عام 2011 لأنه حسب «دعاية التدخل» كان دكتاتورياً حوّل ليبيا إلى «دولة مارقة»، وليبيا بعد القذافي يسرح فيها الإرهاب والمرتزقة.

انسحبت فرنسا من الساحل بعد ما جاءت لمحاربة الإرهاب، والحاصل أن الإرهاب تمدد أكثر مما كان، وهذا التشخيص يولّد التساؤل حول جدوى «التدخل الغربي» في المنطقة.