الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

ماكرون.. والانتخابات الرئاسية المقبلة

لا شكَّ أن الرئيس مانويل ماكرون ـ وهو يقضي عطلته الصيفية في منتجع بريكونسون جنوب فرنسا ـ يفكر في الأشهر القليلة التي تفصله عن موعد الانتخابات الرئاسية، والذي يقضي معظم أوقاته في البحث عن الاستراتيجيات التي سيطبقها من أجل الحصول على ثقة الفرنسيين لولاية ثانية، في البرنامج السياسي الجديد الذي يمكن أن يقترحه لاستقطابهم، وفي الفريق الانتخابي الذي سيكلفه بإقناعهم.

وبالرغم من أن معاهد استطلاعات الرأي تشير إلى نتائج سلبية بالنسبة للرئيس، بالمقارنة مع التجارب السابقة، فإن ماكرون سيسعى للدفاع عن حصيلة حكومته، التي عاشت معظم سنواتها تحت ضغط عاملين أساسيين: السترات الصفراء الاحتجاجية، ووباء كورونا.

وإذا كان الرئيس ماكرون أرغم على التخلي عن معظم مشاريعه الإصلاحية، بسبب حركة السترات الصفراء الغاضبة، فإن تعامله مع جائحة كورونا خصوصاً على مستوى الإجراءات التي اتخذها لمنع الاقتصاد الفرنسي من الانهيار، قد تؤمن له مصداقية لدى الفرنسيين، وتقلل من حدة المعارضة له.


لكن أهم العوامل التي قد تمنح الرئيس ماكرون تفاؤلاً بمستقبله، تكمن في غياب أي شخصية معارضة قد تنافسه بطريقة جدية في المعركة الرئاسية المقبلة.


فاليمين المتطرف بزعامة مارين لوبين عاش تجربة مريرة خلال الانتخابات الجهوية الأخيرة، التي أظهرت عدم قدرته على كسر السقف الزجاجي، الذي يمنعه من التمدد والتطور، كما أظهرت هذه الانتخابات تراجعاً في وقع وصدى اليمين المتطرف داخل المجتمع الفرنسي، حتى إن البعض يطرح السؤال الآتي: كيف لحزب يئن تحت وطأة الشيطنة فشل في الفوز محليّاً أن يفوز بقصر الإليزيه؟

إيمانويل ماكرون يواجه أيضاً يميناً منقسماً ويساراً متشتتاً، واليمين التقليدي يعاني من كثرة الشخصيات الطامحة بالوصول إلى قصر الإليزيه.

وفي غياب توافق بينها فإنها قد تنطلق منقسمة وبطريقة انفرادية في هذه المعركة، وهذا قد يمنعها من التأهل إلى الدور الثاني من هذه الانتخابات، ويقضي نهائيّاً على حلمها في العودة إلى السلطة.

أما بالنسبة لليسار فيعاني في هذا السباق من كثرة وتنوع التيارات التي تكونه، بين حركة خضر طموحة، ويسار متطرف متمرد، وحزب اشتراكي فاشل، وحزب شيوعي غائب، وكل هذه التيارات تصر على تقديم مرشح لها في السباق الرئاسي ولا أحد قادر على المرور إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية.