الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

اتصالات روسية – أمريكية لمكافحة الإرهاب

لا يزال التعاون الروسي ــ الأمريكي لمكافحة الإرهاب في حكم المؤجّل، فمنذ اجتماع القمة بين الرئيسين بوتين وبايدن الذي انعقد في جنيف في 16 يونيو الماضي، لم تصدر عن واشنطن مؤشرات واضحة حول الرغبة باستعادة العمل بالأسس التي قام عليها الاجتماع بين الطرفين برعاية وزارتي خارجية البلدين عامي 2018 و2019، والذي يمكن وصفه بأنه كان مثمراً إلى أن قاطعه الجانب الأمريكي استناداً إلى حجج واهية.

وبالرغم مما حدث، بقيت بعض القنوات الخاصة بتبادل البيانات حول الموضوع قائمة، وكثيراً ما أكد الجانب الروسي ضرورة التعاون بين الطرفين حول الموضوع بما يحقق مصلحتهما المشتركة، إذْ لا يمكن لروسيا بمفردها أن تكون بحاجة لمكافحة الإرهاب أكثر من الولايات المتحدة، ولم تتأخر أبداً عن تقديم التوضيحات عن كل الأسئلة التي تقدمت بها واشنطن حول الموضوع.

ولا شك أن الروس بإمكانهم العيش من دون قيام حوار جدي مع واشنطن حول مكافحة الإرهاب، فهم يستطيعون الاعتماد على شركاء آخرين في هذا المجال، وفي الوقت نفسه فإن إعادة تنشيط التعاون مع الأمريكيين يمثل مصلحة طبيعية للروس، كما أن التوقف عن التعاون في هذا الموضوع لا يخدم إلا الإرهاب الدولي.


يتحتم على الشركاء الأمريكيين أن يقدّروا مدى الحاجة لاستئناف الحوار مع الروس قبل أن يفاجأ الطرفان بإعلان «الخلافة في إصدارها الثاني» في منطقة ما من العالم.


لا يزال الفرع الإقليمي لتنظيم «داعش» الإرهابي والذي يعرف باسم «داعش خراسان»، يعتبر أحد أكثر الهياكل الإرهابية نشاطاً في أفغانستان، إذ يراوح عدد مقاتليه بين 1500 و2000 مقاتل بناء على تقديرات روسية.

وتعتبر هذه المجموعة الإرهابية تلك المنطقة نقطة انطلاق لبسط نفوذها على مناطق آسيا الوسطى في إطار تنفيذ مشروع «الخلافة العالمية»، ولهذا السبب، بادر الروس بالتعاون مع الأمريكيين في شهر مايو 2019 لإضافة تنظيم «داعش خراسان» لقائمة العقوبات الصادرة عن مجلس الأمن في القرارات التي تحمل الأرقام 1267/1989/2253 الخاصة بتنظيمي داعش والقاعدة والأفراد والكيانات المرتبطة بهما.

ويقع على رأس مبررات القلق الرُّوسي في إمكان اتساع رقعة نفوذ الدولة الإسلامية المزعومة في شمال وشمال شرق أفغانستان، بالإضافة للتهديد بظهور نشاط إرهابي في آسيا الوسطى، واستغلال عوامل التوتر السياسي الداخلي القائمة هناك لتقويض جهود إحلال السلام فيها.

وبناء على أحدث المعلومات الصادرة عن الأمم المتحدة، فإن تنظيم «داعش» بدأ مرحلة التعافي من الأضرار المالية والبشرية التي لحقت به.