الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

«طالبان».. أسئلة الدولة والمصير

بعيداً عن التفسيرات المختلفة لأسباب سرعة تقدم حركة طالبان وسقوط العاصمة كابول، سيتحول الانتباه إلى قدرة طالبان على بناء دولة فعلية، ‏تقوم على اقتصاد وتعليم وغيرها، إذْ هناك من يرى وجود تغيرات في أطروحات الحركة وممارساتها قد تسهم في بناء دولة مختلفة عن حكمها السابق.

في حقيقة الأمر، إنه قياساً على تجارب سابقة، فإن أيّ فصيل يمثل الإسلام السياسي لا يمكن أن يقدم مشروع دولة حقيقية، فمثلاً لو نظرنا إلى إيران والعراق ولبنان واليمن وغيرها، فسنجد أن الممارسات في الحكم وخارجه تعمل على تهميش الدولة وإخضاع كيانها لسلطة الأحزاب الدينية، فالدولة بشكلها الحديث لم تظهر إلا بعد التحرر من سلطة الكنيسة، ولن تقوم لها قائمة في ظل سلطة دينية.

وبناء الدولة يتطلب إمكانيات كبيرة لا يمكن أن توفرها الحركة في أفغانستان، وخلال العقدين الماضيين صرفت الدول الغربية مئات المليارات لبناء الدولة الأفغانية، لكنها انهارت في زمن قياسي، هنا يأتي السؤال: من أين ستصرف طالبان على الخدمات الأمنية والعسكرية والصحية والتعليمية والطرق ووسائل المواصلات وغيرها؟ ثم‏ ما هو شكل الدولة وأسس المواطنة فيها؟ ومن سيحكمها؟ وماذا عن الأقليات؟ وهل هناك اقتصاد منتج؟ وهل ستسير في طريق الحداثة أو تعود إلى الوراء حسب مبادئ الحركة؟


‏لذلك يتوقع أن تواجه طالبان واقعاً أكبر من حجمها بكثير، وقد يؤدي إلى صراعات داخل أفغانستان، ذلك لأن من يحكم معظم أفغانستان منذ أربعين عاماً هم أمراء الحرب الذين لن يتركوا مصالحهم بسهولة.