الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

الشباب.. ومواجهة الأزمات

يوم الخميس 12 أغسطس الجاري كان اليوم العالمي للشباب، واستهدف احتفالُ هذا العام توجيه الشباب إلى إيجاد حلول مبتكرة لتحقيق التنمية المستدامة، والتخلُّص من جائحة كورونا، وتُعرِّف منظمة الأمم المتحدة الشباب بأنهم «الفئة التي تقع أعمارها بين 15 و24 عاماً»؛ لكن هذا التحديد بعيد من الواقع، ولذلك تُقِر المنظمة بأنه مجرد مفهوم إحصائي.

ومن أبرز التحديات التي يواجهها العالم اليوم مسألة إدماج الشباب في جهود بناء السلام والاستقرار، ومواجهة الأزمات العالمية مثل جائحة كورونا ومخلفاتها، وهذا يقتضي تنمية مهاراتهم القيادية وقدراتهم الذهنية، وإشراكهم في صنع القرارات الاستراتيجية والسياسات الاجتماعية والثقافية، وإتاحة الفرصة لهم للتعبير بحرية عن آرائهم ورؤاهم.

وهذه أشياء تفتقر إليها كثير من بلداننا؛ إذ يئن أغلب شبابنا تحت وطأة الفقر والبطالة والتهميش والإقصاء وانعدام الثقة بالنفس، فيقعون ضحيةً للتطرف والتمرد على المجتمع وإدمان الخمر والمخدرات.


وفي منطقتنا العربية تتجلى أهمية التركيز على الشباب لتحقيق الأهداف المشار إليها في عاملين أساسيين: الأول أن نسبة كبيرة من سكاننا ستكون في عزِّ إنتاجها خلال الثلاثين سنة المقبلة، والثاني: أن الشباب عادة هم أوَّل ضحايا الأزمات الاقتصادية والأوبئة، ولذلك يجب التركيز عليهم ليس فقط من أجل حمايتهم من الأزمات، ولكن أيضاً لجعلهم أداة فعالة لمواجهتها؛ ولهذا جاء موضوع الاحتفال باليوم العالمي للشباب هذا العام، وهو «تحويل النظم الغذائية: الابتكارات الشبابية لصحة الإنسان والكوكب»، لتأكيد أهمية هذه الشريحة الحيوية في مواجهة الأزمات والكوارث الطبيعية والأوبئة.


فالشباب هم الثروة الحقيقية لأيّ بلد، لا سيما في بلداننا العربية التي يمثلون فيها قوة سكانية كبيرة أطلق عليها بعض الباحثين مفهوم «التضخم الشبابي»؛ إذ قدَّرت بعض الدراسات أن نسبة الشباب من إجمالي سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بين عامي 2010 و2020 تشير إلى ارتفاع كبير.

لكن شبابنا تواجههم تحديات كبيرة، منها ضعف مستويات التعليم والتكوين المهني والتقني، الذي يؤهلهم ليس فقط لولوج سوق العمل ولكن أيضاً للإبداع والابتكار؛ ومنها عدم ملاءمة تكوينهم لحاجات سوق العمل، وهو ما يعوق انتقالهم بمرونة من مرحلة التعليم والتكوين إلى مرحلة العمل وبناء الأسرة والاستقرار الاجتماعي؛ ولذا فإن إشراك الشباب في صناعة القرارات والسياسات الاستراتيجية مهم لمواجهة الأزمات والكوارث الحالية والمقبلة.