الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الانسحاب الأمريكي.. الواقع والتداعيات

ينشغل العالم أجمع هذه الأيام بنهاية الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان واستيلاء طالبان على السلطة في كابول، واحتلّ هذا الحدث مساحات واسعة من تعليقات الصحافة الدولية، وغطّى على أخبار العالم الأخرى، وتبرز من خلاله ثلاث نقاط تستحق التركيز:

أولاً، ارتفاع وتيرة الانتقادات المُرّة لسياسات الإدارة الأمريكية من داخل الولايات المتحدة، وحتى من وسائل الإعلام المعروفة بدعمها للديمقراطيين، والتي رأت في تحليلاتها لما حدث أنه أكثر شبهاً بالهروب المخزي للأمريكيين من فيتنام.

وأكدت افتتاحية لصحيفة نيويورك تايمز: أن الحلم الأمريكي بأن تصبح أمريكا «أمّة لا غنى عنها لإعادة تشكيل العالم»، كان بالفعل مجرّد حلم.


وذهبت أيضاً إلى أنه: بعد 20 عاماً من وجود القوات الأمريكية التي بلغ عددها أكثر من 140 ألف جندي في أفغانستان، اتضح من نتائجه أن كل ما حدث ليس أكثر من قصة حول «سوء فهم مخزٍ لمهمة خطيرة، وغطرسة لم تكن في محلّها».


وما هو أمرّ أن هذه المهمة الفاشلة كلفت أكثر من 2 تريليون دولار وموت 2500 من الجنود والضباط الأمريكيين.

وتتفق آراء الصحف على أن الأمر لا يتعلق بفشل شخصي للرئيس الأمريكي جو بايدن بقدر ما يرتبط بالأخطاء المتواصلة لكل الإدارات الأمريكية السابقة، ولا بد للتقييم الخاطئ للأوضاع الراهنة أن يؤدي إلى مثل هذه النتائج الكارثية.

ولقد أظهرت أمريكا نفسها بأنها قوة لا يمكن الاعتماد عليها، هذه هي العين التي يراها بها العالم الآن، وهذا هو ما يستنتجه حلفاؤها في العالم، وهو أيضاً ما رأته بعض الصحف العربية.

ثانياً، عبرت الصحف الغربية عن اعتقادها بأن واشنطن دأبت على تضليل نفسها، وفرض سوء فهمها على غيرها، وورد، مثلاً، في صحيفة «لوموند» الباريسية :إن الأمريكيين قاموا بتدريب 46 كتيبة من الجيش الأفغاني يتألف كل منها من 800 جندي، إلا أن هذا الجيش العرمرم لم يتمكن من فعل أي شيء لمقاومة هجوم طالبان، ولا ننسى أيضاً مأساة الأفغان الذين تعاونوا مع التحالف الغربي، وهم يخشون الآن على أنفسهم».

ثالثاً، على الرغم من تطمينات مسؤولي طالبان بأنهم يريدون أن يصبحوا أعضاء مخلصين في المجتمع الدولي، إلا أن الحركة ذاتها في اختبار للذات أمام الجميع في مقبل الأيام.