الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«السًّلْط» على قائمة التراث العالمي

تُذكر مدينة «السَّلط» الأردنية فيذكر شعراؤها وطبيعتها الساحرة التي تغنّوا بها، وجبالها المطلّة على فلسطين التي يسامرها أهل السلط كعشيقة تقف على مشارف القلب، ونوافذ بيوتهم التي ترصد أنفاس المدينة الحبيسة.

كنت محظوظة أن تواكبت زيارتي للأردن قبل أيام مع تتويج السلط كأحد مواقع التراث العالمي، فكانت فرصة لزيارتها والاطلاع على جديدها ومشاريع الترفيه والسياحة، وكذلك الهروب من حرارة الجو في العاصمة عمّان إلى برودة الأجواء في السلط وما حولها، تلك المنطقة الجميلة التي يقصدها الكثير من أهل المنطقة والعالم، فنسماتها عليلة وظلالها وفيرة حيث تشابكت أنامل الشجر لتشكل ظلاً ظليلاً لعشاق المنطقة، والغيم يكاد يصافح المنطقة الساحرة، فيتوارى قيظ شمس صيفها.

شعراء السَّلط كثر ومحبوها أخلصوا لها الشعر، فأصدرت بلديتها «ديوان السلط» الذي جمع أجمل ما قيل فيها من قصائد لمجموعة من الشعراء، وكان لي سعادة الاستماع لشاعرها «علي الفاعوري» في لقاء متلفز، وهو يتغنى بها وينشد قائلاً: وتبقى السلط ما بقي الكلام

يرفّ على مداخلها الحمام

وتبقى بنت بلقاء النشامى

سراج العزّ إن عمّ الظلام

هي السلط التي تلد الخزامى

ويخرج من ثناياها الكرام.

ولجبال السرو والصنوبر والبلوط والزيتون في السَّلط حكاية؛ فهي كما أهلها وزوارها تتشارك مساحة من الأرض لترسم هذه المدينة في أجمل صورة، حيث التسامح صفة مشتركة لسكان المنطقة على اختلاف أديانهم، وحيث يميز الأسر فيها التكافل الاجتماعي، وعدم وجود أحياء منفصلة على أساس ديني، بالإضافة للعمارة المتميزة التي تنم عن تمازج ثقافي وحضارات مرت، فشكّلت هذا النمط المعماري المتنوع.

السلط إذاً، ضيف جديد وعزيز على بيت الثقافة والعلوم والفن «اليونسكو» التي غردت في حسابها الرسمي مهنئة الأردن على هذا الإنجاز والإصرار على ضم السلط إلى قائمتها للتراث العالمي، وفي وصف اليونسكو لها ما يفيها حقها: "السلط.. مدينة التسامح وأصول الضيافة الحضرية في الأردن".