السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

لبنان.. والتسويف الدولي

في خطابه الأخير يؤكد الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله، أن حزبه ليس بديلاً عن الدولة ولا يريد منافسة الحكومة، وأن ما يقوم به ليس أكثر من مساعدة اللبنانيين وتخفيف معاناتهم جراء النقص الحاد في الوقود.

نصرالله لم يكتف بالحديث عن السفن المحملة بالوقود القادمة من إيران، بل عرض على الحكومة البدء في عمليات الحفر لاستخراج النفط والغاز، وهو بذلك يضرب على العصب الحساس للشعب اللبناني الذي وصل إلى حدود غير مسبوقة من الضغط الذي قد يؤدي إلى الانفجار العام.

اكتفاء العالم اليوم بالحديث عن الوقوف مع الشعب اللبناني وطرح مبادرات تحتاج إلى شهور إن لم تكن سنوات حديث ممجوج، فالمواطن الذي يقف بمركبته ساعات طويلة للحصول على الوقود ليس بوسعه انتظار عبثية المفاوضات والمساجلات الدولية، وهذا ما يقود إلى ترسيخ وتثبيت الدور الذي يقوم به الحزب، ويعني بالمحصلة القيام بدور الدولة اللبنانية رغم تصريحات نصرالله.


غالبية الدول الإقليمية المؤثرة تتحدث عن تدهور الأوضاع في لبنان بشكل يؤكد فرضية انهيار الدولة والوصول بها إلى الفشل التام، في ظل الوضع الاقتصادي المتردي ومعضلة تشكيل الحكومة منذ ما يقارب العامين، ورغم كل هذه التحذيرات، فإن الدول الكبرى المؤثرة في الساحة اللبنانية والإقليمية لا تزال تسير ببطء شديد، تجاه اتخاذ موقف حازم لحل العقدة اللبنانية.


ما يدور من صراعات دولية حول الشأن اللبناني يتطلب موقفاً إقليمياً ضاغطاً لدفع الدول الكبرى لحسم الملف وتقديم مبادرة تخرج لبنان من عنق الزجاجة، ففي المحصلة الدول الإقليمية هي المتأثرة من ترسيخ وتجذير نفوذ حزب الله في لبنان، والحزب هو المستفيد الأول والأخير من الصيغة الحالية، التي توفر له القدرة على تقديم نفسه بديلاً عملياً وقوياً للدولة ومؤسساتها التي تعاني الشلل التام.

التجارب الدولية في منطقتنا عديدة، ومشكلتها الرئيسية تتمثل في تأخرها في اتخاذ موقف واضح وصارم من القضايا الإقليمية، فالأوضاع في سوريا والعراق واليمن ومناطق أخرى ما كان لها أن تصل إلى ما وصلت إليه، لولا مماطلة الدول الكبرى وعدم مبالاتها بما يجري في المنطقة. باختصار، على الدول الإقليمية المؤثرة والمتأثرة بالشأن اللبناني تحديد موقفها والتوافق على مبادرة قابلة للتطبيق، والتدخل بكل ثقلها للضغط على الدول الكبرى لإيجاد مخرج يجنب لبنان الانفجار، ويفوت الفرصة على حزب الله قبل أن يصبح قائداً فعلياً للدولة اللبنانية.