السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الخليج.. التعاون والتنسيق الأكاديميين

تتطلب المرحلة الحالية التي تمر بها دول مجلس التعاون الخليجي، العمل المشترك في مجالات عدة، وسنسلط الضوء هنا على التعاون والتنسيق الأكاديميين.
التحولات التي قادتها دولة الإمارات العربية المتحدة في تنويع مصادر الدخل والانفتاح على العالم، أصبحت نموذجاً ‏تسير عليه دول المجلس، ما سيجعلها تتحرك مستقبلاً ككتلة واحدة تقريباً، وهذا يستدعي التنسيق العلمي والأكاديمي عبر تعزيز دور الجامعات والمعاهد والمراكز العلمية المشتركة لدعم هذه المسيرة. ويتطلب ذلك النظر في الاحتياجات الفعلية للتخصصات المطلوبة ‏والتنسيق وربط مؤسسات التعليم العالي بين دول المجلس، مثلاً عبر التقارب الكبير في صحائف التخرج للتخصصات المختلفة، وتعزيز ودعم الأبحاث والكتب المشتركة بين الأساتذة خصوصاً فيما يتعلق بالنشر العالمي والربط الإلكتروني لمكتبات الجامعات والمعاهد بين دول المجلس، وتسهيل حركة تنقل الأساتذة بين المؤسسات الأكاديمية خصوصا ذوي الاختصاصات النادرة، وتشجيع إقامة المؤتمرات والندوات السنوية المشتركة في شتى التخصصات، والتنسيق في اللوائح المنظمة للعمل الأكاديمي، وتعزيز برامج الماجستير والدكتوراه وعقد الاتفاقيات الأكاديمية الجماعية مع الجامعات والمراكز العلمية المرموقة عالمية.
إن عملية التنسيق والتعاون الأكاديميين سيكون مردودها الإيجابي كبيراً جداً على الجميع، لأن العزلة والافتقار إلى أساليب العمل الجماعية والاطلاع على وجهات النظر الأكاديمية المختلفة لن يطور المسيرة الأكاديمية، بل إن العمل المشترك سيحول العملية التعليمية والأكاديمية ‏الخليجية، بشتى جوانبها إلى كتلة واحدة، وأي تطور في أي مكان سيفيد الجميع، وسيجذّر ذلك بكل تأكيد دور العلم في بناء كتلة خليجية اقتصادية وعلمية وتقنية وثقافية مشتركة.