الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

قراءة في نتائج الانتخابات المغربية

تصدر حزب الأحرار نتائج الانتخابات التشريعية التي شهدها المغرب الأسبوع الماضي، وعلى الرغم من التوقعات بهزيمة حزب العدالة والتنمية، إلا أن خسارته كانت مدوية وخارج كل الحسابات. فبعدما تصدر الحزب نتائج الانتخابات التشريعية لعام 2016، بحصوله على 125 مقعداً؛ لم يحصل إلا على 12 مقعداً في الانتخابات الأخيرة، والتي لن تسعفه حتى في تشكيل فريق نيابي.

هزيمة حزب العدالة والتنمية، التي دفعت رئيس الحزب وأمانته العامة للاستقالة، تشير إلى أن المشهد السياسي المغربي بدأ يعود إلى ما قبل 2011، بعدما استفاد «الإسلاميون» من هبوب رياح الربيع العربي. ومع انتهاء ولاية الحكومة الحالية، يكون المغرب قد وضع حداً عبر صناديق الاقتراع، لوجود حزب العدالة والتنمية في السلطة، بعد عقد من التدبير الحكومي. وقد عاد هذا الحزب لنقطة البداية التي انطلق منها، أي إلى 12 مقعداً التي حصل عليها في أول انتخابات تشريعية خاضها سنة 1997.

لم يستثمر حزب العدالة والتنمية فرصة وجوده في السلطة لتعزيز حضوره أكثر، بل فقد الكثير من شعبيته لدى الطبقات التي صوتت له سابقاً، وكان التصويت هذه المرة «عقابياً». وخرج الحزب خالي الوفاض من أغلب المدن، بعدما كان المجال الحضري هو مركز ثقله الذي لا ينافسه فيه أي حزب آخر، منذ اعتماد نظام الاقتراع باللوائح.

ولأن العدالة والتنمية كان يتوقع الهزيمة بشكل أو بآخر فقد استبق الإقرار بها، من خلال ادعائه سيطرة المال والفساد على الحملة الانتخابية، وحدوث خروقات أثناء الاقتراع. لكن أسباب الهزيمة أكبر من ذلك بكثير.

فمن ناحية، كان تدبير الحزب للشأن العام لنحو 10 سنوات مكلفاً لشرائح كانت متعاطفة معه وتضررت بسبب سياساته، التي صحيح كانت ضرورية اقتصادياً، لكنها كانت مكلفة اجتماعياً، وكان لها تداعيات على الطبقة المتوسطة والفقيرة، الأمر الذي يفسر بعضاً من أسباب التراجع الكبير لنتائج الحزب.

من ناحية أخرى، كان للتحديات التنظيمية الداخلية والهزّات التي شهدها الحزب والانشقاقات والاستقالات الكثيرة في صفوفه، نصيب كبير في الهزيمة. فبعد أن كانت أهم نقاط قوته هي التماسك التنظيمي، دخل الحزب الانتخابات الأخيرة في حالة شرخ قيادي مزدوج، صراع بين جناحي الحزب (العثماني/ بنكيران). وصراع داخل القيادة التي أدارت المرحلة (العثماني/ الرميد). وشرخ بين القواعد، لم تستطع معه القيادة سوى اعتماد نهج التغليب بتقريب الموالين وإقصاء المعارضين.. وهكذا خسر العدالة والتنمية الانتخابات، وهو من يتحمل وحده مسؤولية الهزيمة.