الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

بوتفليقة.. رجل السياسة والاقتصاد

بعد صراع طويل مع المرض على مدار عشر سنوات تقريباً (2013-2021) انتقل الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة إلى رحمة الله عن 84 سنة، بعد أن حكم الجزائر طيلة 20 سنة (1999-2019).

التحق الرجل بجيش التحرير الجزائري وعمره 19 سنة، وعند الاستقلال كان عمره 25 سنة، تقلد الوزارة في سن الشباب، اشتهر بتألقه في السياسة الخارجية في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين.

بعد وفاة بومدين كان بين أقوى المرشحين لرئاسة الجمهورية، وجاء الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد ليتقلد منصب الرئاسة.

اجتاز ما أسماه بنفسه 20 سنة «عبور الصحراء» قضى منه جزءاً كبيراً في دولة الإمارات العربية.

لما وصل إلى الحكم في الجزائر، كانت البلاد منهارة أمنياً، تحمّل المسؤولية وصالح بين الجزائريين، بفضل قانون الوئام المدني عام 2000 ثم قانون المصالحة عام 2005.

والذي يعرف أن الإرهاب وصل لحد فرض حظر التجوال بعد صلاة الظهر في بعض المدن، وقضى على نحو 200 ألف قتيل وخلف حوالي مليون منكوب وقرابة 20 مليار دولار خسائر، يدرك جيداً معنى ذلك.

حرص بوتفليقة على إعادة الجزائر للساحة الدولية التي عزلها عنها الإرهاب، فترأس اجتماع منظمة الوحدة الأفريقية عام 1999 بالجزائر (الاتحاد الأفريقي حالياً) والقمة العربية عام 2004، وساهم في تأسيس «النيباد» (الشراكة الجديدة من أجل التنمية في أفريقيا)، وشارك في العشرات من الندوات الدولية، وأطلق عبارة «العوربة لمواجهة العولمة».

وتمكنت الجزائر في عهده من بناء العديد من المنشآت وعلى رأسها قطاع السكن الذي انتعش بشكل لم يتوقعه أحد، ومطار الجزائر الدولي، ومترو الأنفاق والطريق السيار شرق غرب بطول 1200 كم، وأنبوب مياه على طول ألف كم من أدرار حتى تامنراست في أقصى الجنوب الجزائري.

وأقام محطات تحلية مياه البحر بعد أن كان الشح يهدد الجزائريين، وأنبوب الغاز «ميدغاز» العابر للمتوسط نحو إسبانيا، وفي عهده (2002) بدأت الدراسات حول أنبوب الغاز العابر للصحراء الرابط بين نيجيريا وأوروبا مروراً بالنيجر والجزائر، وسدد المديونية الجزائرية كلها. وفي عهده تطورت قدرات الجيش واحترافيته وتم تحديث عدته وعتاده.