الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

العرب.. ومتطلبات ريادة الأعمال

يخلط الكثيرون بين ريادة الأعمال وممارسة الأنشطة التجارية، ولهذا أصبح البعض يطلق وصف «رائد أعمال» على كل من هب ودب، لمجرد أن هؤلاء التجار أنشؤوا مؤسسات اقتصادية، وفي الحقيقة فإن أعداد رواد الأعمال في العالم قليلة جداً، لكنهم الأكثر ندرة في العالم العربي.

من الناحية الفنية، يطلق مسمى رائد الأعمال على الأشخاص القادرين على تحويل الأفكار الإبداعية الجديدة إلى قيمة مضافة، حيث تعتمد استراتيجية الريادة على نظرية التدمير البنّاء أو التدمير الإبداعي، وأبرز مثال على ذلك مارك زوكربرغ، وإيلون ماسك، وجيف بيزوس، فهؤلاء الرواد قدموا مشاريع إبداعية غيرت تماماً من حياة البشر.

لا ينبغي وصف المقلدين للأعمال التجارية بالرواد، لأنهم بعيدون كل البعد عن الابتكار، وهذا ليس انتقاصاً منهم بقدر ما هو تشخيص للبيئة الكلاسيكية المحيطة بهم، فتطبيق مثل «أوبر»، لم يكن ليولد في بيئة غير الولايات المتحدة وأوروبا، وبالمقابل، فإن هذا التطبيق لم يحظ بالتراخيص اللازمة في بعض الدول التي تعاني وطأة الانصياع للبيئات التي ترفض كل جديد، بدعوى الاستقرار والخوف من التغيير.


الأخطر من ذلك، أن البيئة المعقدة تقوم بطرد المبتكرين من أبنائها، فيعيش أكثرهم مبدعين في المهجر، وهذا الأمر يقدم رسالة سلبية للرواد المحتملين، ومن هنا تأتي أهمية جهود بعض الدول العربية، في مقدمتها دول الخليج والإمارات، في تهيئة حاضنات التقنية ومسرعات الأعمال ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ومن المفيد أن ندرك أن تسريع الوصول إلى محطة «ريادة الأعمال» يتطلب توفير بيئة محفزة، وتذليل العقبات التشريعية، والتنسيق بين مؤسسات الدولة بشكل يتناغم مع الأفكار الإبداعية، ثم يأتي دور الحاضنات ورأس المال الجريء في هذا التحول النوعي.