الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تحالفات جديدة بين اقتصادات قديمة

يلاحظ البعض أن أمريكا تعمل على تشكيل تحالفاتها الجديدة، بالجمع بين العاملَين الاقتصادي والأمني مع بعض حلفائها، كما فعلت في تحالف «أوكوس»، حيث كان محور التحالف هو الاتفاق الاقتصادي بين الدول الثلاث المؤسسة للحلف، والذي كان من المفترض أن يكون لمصلحة فرنسا في صفقة الغواصات، لولا إلغاء الاتفاق معها من قبل أستراليا، وتوقيع اتفاق آخر مع أمريكا وبريطانيا، ما دفع فرنسا لانتقاد التحالف الجديد على لسان وزير خارجيتها جان إيف لودريان في المؤتمر الصحفي على هامش الاجتماعات العمومية للأمم المتحدة بقوله: «الموضوع يتعلق في المقام الأول بانهيار الثقة بين حلفاء.. هذا الأمر يستدعي من الأوروبيين التفكير في التحالفات»، أي إن فرنسا قرأت الأمر بوجود توجه أمريكي لإعادة النظر في التحالفات القديمة وقدرتها على مواكبة التغيرات العالمية.

وهو ما تم الإقرار به في البيان البريطاني المتعلق «بأوكوس» قائلاً: «قادة المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا، اتفقوا على إطلاق شراكة دفاعية وأمنية وتاريخية.. لتحمي وتدافع عن مصالحنا المشتركة في المحيطين الهندي والهادئ»، وهذا بيان صريح بالأهداف الأمنية والدفاعية لنشوء تلك الاتفاقية، بينما كان موضوع الغواصات هو المبادرة الأولى للاتفاقية بين الدول الثلاث، وكانت حجة الخلاف مع فرنسا أنها تعمل على الطاقة النووية بدل الوقود التقليدي.

وما أكد القاعدة الأمنية والدفاعية لتحالف أوكوس هو الموقف الصيني الصريح بانتقاده اتفاق «أوكوس» باعتباره اتفاقاً أمنياً ودفاعياً، وليس اقتصادياً فقط، واعتباره خطوة لا تخدم الاستقرار الدولي، ويهدد الأمن الإقليمي.


وكذلك جاء الانتقاد الصيني أكثر شدة للتحالفات الدولية الجديدة والتي ظهرت بعد اتفاقية «أوكوس» مثل تحالف «كواد»، حينها قال الرئيس الأمريكي جو بايدن: «إن هذه القمة تجمع بين قادة ديمقراطيين في قيم موحدة للمستقبل، والعمل على مواجهة التحديات، مثل جائحة كورونا والتغيرات المناخية، إضافة إلى التكنولوجيا»، بينما نُظر له على أنه تحالف لحصار الصين.


وما يلاحظ على كلا التحالفين أن أمريكا وبريطانيا تعلقان أهمية على البنية الأنجلوسكسونية مع أستراليا التي تمثل قارة كاملة، تستطيع أن تكون قاعدة عقدية دفاعية صلبة لمواجهة التحدي الصيني، الذي يتم التخطيط لمواجهته منذ نصف قرن، وانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي شجعته أمريكا كثيراً في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، قابل لأن يكون محور التحالف الدولي الجديد، في حال إصرار الاتحاد الأوروبي على بناء تحالف عسكري خاص، بدلاً من حلف الناتو القديم.