السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الحرب الإلكترونية والعالم العربي

أُشعل أول فتيل للحرب «الإلكترونية» في العالم قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى حين تم اختراع جهاز المورس «البرق الصوتي» عام 1837، ونتيجة التطورات المتلاحقة في استخدام اللاسلكي، كان طبيعياً أن تظهر الشوشرة على الاتصالات اللاسلكية، وبرز ذلك جلياً في عام 1904 حين قصفت السفينتان اليابانيتان الحربيتان «كاسوجا ونيشين» القاعدة البحرية الروسية في ميناء «آرثر» Arthur، وكانت معهما سفينة صغيرة تصحح النيران باستخدام الراديو «اللاسلكي»، وحين سمع أحد عمال «الإشارة» الروس، بالمصادفة، تعليمات تصحيح النيران، قام باستخدم جهاز إرساله اللاسلكي في إعاقة الاتصال الياباني، بالضغط على مفتاح الإرسال على تردد الشبكة اليابانية نفسها، ما عطلها، وهكذا تطورت الحرب الإلكترونية حتى وقتنا الحالي.
وأصبحت الحرب الباردة السيبرانية تشن هجمات على الدول وتجند جنود الفيروسات والهكر من أجل تعطيل الأهداف الحيوية والخدمات العامة والضرورية، ورغم شراسة تلك الهجمات إلا أنها لا ترى ولا تشاهد، ومن أبرزها توقف تطبيقات فيسبوك وواتساب وإنستغرام، حيث قدرت شركة «نت بلوكس» Net Blocks التي تراقب تعثر الإنترنت حسب CNN أن تكون أولى ساعات انقطاع الخدمة عن وسائل التواصل التابعة لفيسبوك، قد كبدت العالم خسائر بـ160 مليون دولار في الساعة الواحدة لترتفع إلى مليار دولار، هذه الخسائر كانت لشركة عملاقة، واحدة فما بالك اذا تم اختراق إحدى شبكات الدول العربية. هل عالمنا العربي جاهز لمثل هذه الحروب الإلكترونية التي فرضها التطور التكنولوجي، والتي ستكون أكثرها فتكاً، وربما ستطال المستشفيات والمدارس وشبكات الكهرباء والماء مع المطارات والطائرات وغيرها من الخدمات العامة، التي لا تستطيع الدول الاستغناء عنها. هذه الضريبة حتمية تدفعها الدول المتقدمة تكنولوجياً، والتي لم تترك خط رجعة للقادم المجهول.
في هذا المجال استطاعت الإمارات أن تحرز المركز الخامس عالمياً في مؤشر الأمن السيبراني لعام 2020 الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات التابع لمنظمة الأمم المتحدة، مسجلة بذلك قفزة هائلة في تصنيفها بالمقارنة مع إصدار 2019، التي نالت فيه المركز الـ33، ومتفوقة على دول كبرى منها: اليابان وكندا وفرنسا والهند، وهذه المرتبة التي وصلت إليها الدولة بسبب الدعم غير المحدود الذي توليه القيادة الحكيمة، والرؤى الاستشرافية للقيادة الرشيدة، وإنجاز بنية تحتية رقمية متطورة تواكب طموحات دولة الإمارات للخمسين عاماً المقبلة».